قال أبو الفتح: أي فعلت من المكارم ما دل على كرم أبيك، وكان ذلك منك بمنزلة النصر له، كنى بالبواتر عن الأفعال الحسنة، وعنى بعليّ عليّ بن أبي طالب ﵇ ويجوز أن يكون نصرت عليًّا، أي: ملت إليه، بشبهك له يقال: نصرت أرض بني فلان: إذا أتيتها وقصدتها.
قال الشيخ: المعنى هو الأول الذي أومأ إليه، وقد أشار إلى شيء منه، ولم ينصفه من حيث لم يكشفه، فإنه يقول: نصرت أباك بسيوف قاطعة من الأفعال لألسنة الحساد والأعداء عن معاليه المشهورة ومساعيه المأثورة، ومن أنكر منها معروفًا لطول العهد والغيب وتقادم الزمان اضطرَّته أفعالك إلى الاعتراف به في المشاهدة والعيان بأفعالك، وهذه جامعة لتشييد بنائه وتشهير علائه وتدمير أعدائه وحصول النصر في مضاء النصل، فهذا يدلُّك على أن الفصل الذي ذكره فاسد.
(إذا لم تكنْ نفسُ النَّسيبِ كأصلهِ ... فماذا الذي تُغني كرامُ المناصبِ؟)
قال أبو الفتح: يقول لو صدقوا في نسبهم لما كان لهم به فخر حتى يفعلوا مثل فعل آبائهم.
1 / 72