والطبيب مل لم يقف على الداء لم يُصب في العلاج والدواء، ولو أراد به أنه يصرف الدمع إلى حيث يريد لقال: أملك يا عذول لدمعه، والهاء في (مائه) تعود على الجفن لا غير، ولا وجه لصرفها إلى القلب في المعنى، والجفن حائل من القلب وإناء، وإن كان جائزًا في العربية، وكان ينظر إلى بيت أبي تمام:
لا تسقني ماَء الملامِ فإنَّني ... صَبٌّ قدِ استعذبتُ ماَء بُكائي
(ما الخِلُّ إلاَّ مَنْ أوَدُّ بقلبهِ ... وَأَرى بطَرفِ لا يرى بسِوائِهِ)
قال أبو الفتح: أي ليس لك خليل إلا نفسك، فلا تلتفت إلى قول أحد، قال: إنني خليلك، أي: قد فسد الناس، كقوله:
1 / 7