وكما قيل:
. . . . . . . . . . . . . . . ... إنَّ الكرامَ قليلةُ الأعمارِ
وكما قيل:
وآخر إلاَّ عيبَ فيه لناظرٍ ... يردُّ بهِ عينَ الكمالِ وناظرَه
في أشباه لهذا كثير، ولست أدري، ما هذا من ذاك الذي ذكره وفسره؟ وأي مجال هنا لطلاب نواله وإحواجهم إلى سؤاله؟ وهبهم سألوه، فأي عوذة فيه لنعمته من إصابتها بالعين؟
(فُعوِّضَ سيفُ الدَّولةِ الأجرَ إنَّهُ ... أجَلُّ مُثابِ مِن أجلُ مُثيبِ)
قال أبو الفتح: الهاء في إنه تعود على الأجر، والمثاب المصدر هاهنا، ومثله المصاب، أي: المصيبة، والمثيب الله تعالى، كأنه قال: إن الأجر أجل ثواب من الله الذي هو أجل مثيب، ويحوز أن يكون الهاء في إنه لسيف الدولة، أي: إن سيف الدولة أجل من أُثيب من عند الله، والأجر إنما يستحق عن الصبر لا عن المصيبة، وإنما يُستحق عن المصيبة العوض، والأجر والثواب أشرف من العوض، لأن الثواب إنما يستحقه الإنسان بما يفعله
1 / 27