كانت أياما عصيبة حقا، لكننا كنا نحقق بعض الانتصارات في محاصرة الفيروس ، ورويدا رويدا بدأ عدد الإصابات يقل، وازداد عدد المتعافين.
حتى كانت ضربتنا القاصمة للفيروس عندما توصل العلماء في روسيا إلى لقاح للمرض.
ولم تمر بضعة أشهر أخرى حتى قمنا بالقضاء على الفيروس تماما، وبدأ الناس يخرجون للشوارع ويرقصون ويشربون ابتهاجا بانتهاء الأزمة، واعتكفت أنا في الكنيسة أبتهل وأصلي للرب شكرا على عظيم عطفه ورعايته لبني البشر.
مر الشهر التالي في هدوء، وعادت الدول تفتح حدودها ومجالاتها الجوية، وبدأت الحياة تعود لطبيعتها.
لسوء الحظ لم تدم فرحتنا بالنجاة كثيرا؛ فقد حملت لنا الأيام التالية الخبر الصادم.
2
أبريل، 2031-65 يوما على العزل. «مريم أيتها القديسة، صلي لابنك الحبيب، لأجلنا وأجلهم حتى تمام الخلاص.»
منذ يومين أصيبت نانسي بنوبة ذعر هستيرية غير مسبوقة.
كنا نياما، واستيقظنا فزعين من أثر صراخها الفظيع، كانت تبكي وتصرخ بصوت متهدج بأنها لا تستطيع التنفس، وتضرب الباب الفولاذي بقبضتيها حتى أدمتها في محاولة للخروج، هرعنا إليها أنا والطبيب جاك، والمهندس (عرفت مؤخرا أن اسمه كلاود) نحاول تهدأتها لكنها كانت كالقط الثائر، صفعت جاك على وجهه ورفستني أسفل بطني حتى سمعت الهواء يصفر من أذني، وكدت أسقط مغشيا علي، وراحت تخمش وجوهنا بأظافرها وهي تعوي بطريقة مخيفة، انفجر الأطفال في البكاء، بينما احتضنتهن النسوة وهن ينظرن لها في رعب بالغ.
كان الوضع جنونيا.
Bilinmeyen sayfa