وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي في تاريخه: ((زحر بن قيس الجعفي الكوفي شهد صفين مع علي بن أبي طالب، وكان شريفا فارسا، وله ولد أشرف، كان خطيبا بليغا، وفد على يزيد بن معاوية فأنزل له على المدائن في جماعة جعلهم هناك رابطة)) روى عنه الشعبي قال أحمد البجلي: ((هو كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين، وقال أبو مخنف ثم عبيد الله بن زياد، نصب رأس الحسين في الكوفة فجعل يدار به ثم دعا زجر بن قيس فسرح معه برأس الحسين ورءوس أصحابه إلى يزيد، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان الأزدي فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد، فقال له يزيد: ((ويلك ما وراءك))، فقال: ((أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره، ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته، وستين من شيعته، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال، فعدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم جعلوا يهرعون إلى غير وزر ويلوذون منا بالآكام والحفر لواذا كما لاذ الحمام من صقره، فوالله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جزر وجزور، ونوصة قائل حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجزرة، وثيابهم مزملة، وصدورهم معفرة، تصهرهم الشمس وتسعى عليهم الريح، زوارهم العقبان والرخم بقاع سبسب)). قال: ((فدمعت عين يزيد وقال:
Sayfa 73