وذكر ابن رجب أيضا في ترجمة الشيخ عبد المغيث بن زهير الحزبي المحدث عن ابن القطيعي، أن عبد المغيث حدث بينه وبين ابن الجوزي نفرة، كان يطعن على يزيد بن معاوية، وكان عبد المغيث يمنع من سبه، وصنف في ذلك كتابا وأسمعه مصنف الآخر كتابا سماه ((الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد)). قال: وقرأته عليه. قال ابن رجب: قلت: هذه المسألة وقع بينهما بسببها فتنة ويقال: إن عبد المغيث تبع أبا الحسن بن البنا، فإنه قيل: إنه صنف في منع ذم يزيد ولعنه، وابن الجوزي صنف في جواز ذلك، وحكى فيه أن القاضي أبا الحسين يعني ابن القاضي أبي يعلى بن الفرا صنف كتابا فيمن يستحق اللعن وذكر يزيد وذكر كلام أحمد في ذلك. قال: ((وكلام أحمد إنما فيه لعن الظالمين جملة ليس فيه تصريح بجواز لعن يزيد معينا، وقد ذكر القاضي فيه أن المعتمد نصوص الإمام أحمد في هذه المسألة. وأشار إلى أن فيه خلافا عنه)). انتهى.
وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر في باب قتال الروم من شرحه للبخاري عند الكلام على حديث أم حرام النبوي: ((أول جيش يغزون البحر قد أوجبت أي: وجبت - لهم الجنة ثم قال: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قبرص -يعني القسطنطينية- مغفور لهم)) وقال المهلب يعني ابن أبي صفرة المالكي في هذا الحديث: منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قبرص,
قال ابن حجر في شرحه: ((وكانت غزوة يزيد سنة اثنتين وخمسين من الهجرة، وفي تلك الغزوة مات أبو أيوب الأنصاري، وكان يزيد أمير ذلك الجيش بالاتفاق)). انتهى.
Sayfa 71