وفي فتاوى الشيخ تقي الدين بن الصلاح، مسألة: ((رجل يعتقد أن يزيد بن معاوية أمر بقتل الحسين بن علي ورضي به طوعا منه لا كرها، واختار ذلك. ويورد في ذلك أحاديث مروية عمن قال له ذلك الأمر، وهو مصر عليه ويسبه ويلعنه على ذلك. والمسئول خطوط العلماء ليكون رادعا له أو حجة له أجاب: ((لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضى إلى قتله كرمه الله، إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذلك وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين، وإن صح أنه قتله أو أمر بقتله. وقد ورد في الحديث المحفوظ أن لعن المؤمن كقتله)). وقاتل الحسين لا يكفر بذلك وإنما ارتكب إثما، [إنما] يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
والناس في يزيد على ثلاث فرق: فرقة تحبه وتتولاه، وفرقة تسبه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك ولا تتولاه ولا تلعنه وتسلك به سبيل سائر (ملوك) الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه. وهذه الفرقة هي المصيبة (مذهبها) هو اللائق لمن يعرف سير الماضيين، ويعلم قواعد الشريعة الظاهرة جعلنا الله من خيار أهلها آمين. انتهى.
وفي فتاوى الشيخ محي الدين النووي: ((رجل يلعن الحجاج بن يوسف دائما، ويحلف أنه من أهل النار)). الجواب: ((هو مخطئ ولا يحنث ولا نقطع له بدخوله الجنة)). انتهى.
Sayfa 60