الأبواب ووصولنا إلى المراتب السنية والمناقب العلية بلا حجاب، ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ .
(إفراد الصلاة عن التسليم لا يكره وكذا العكس)
تنبيه: استدل بحديث كعب وغيره مما سيأتي على أن أفراد الصلاة عن التسليم لا يكره وكذا العكس لأن تعليم السلام تقدم قبل تعليم الصلاة فأفرد التسليم مدة في التشهد قبل الصلاة عليه وقد صرح النووي ﵀ في الأذكار وغيره بالكراهة وأستدل بورود الأمر بهما معًا في الآية قال شيخنا وفيه نظر نعم يكره أن يفرد الصلاة ولا يسلم أصلًا أما لو صلى في وقت وسلم في وقت آخر فإنه يكون ممتثلًا انتهى. وقد كان عبد الرحمن بن مهدي يستحب أن يقول ﷺ ولا يقول ﵇ لأنه ﵇ تحية تحية المولى رواه ابن بشكوال وغيره والله الموفق.
نبذة يسيرة من فوائد قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ هذه الآية مدنية والمقصود منها أن الله تعالى أخبر عباده بمنزلة نبيه ﷺ عنجه في الملأ الأعلى بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة يصلون عليه ثم أمر أهل العالم السفلي بالصلاة عليه والتسليم ليجتمع عليه من اهلي العالمين العلوي والسفلي جميعًا.
حللت بهذا حلة بعد حلة بهذا فطاب الواديان كلاهما
وفي الكشاف روى أنه لما نزل قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ قال أبو بكر ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه فنزلت ولم أقف على أصله حتى الآن والآية بصيغة المضارعة الدالة على الدوام والإستمرار لتدل على أنه ﷾ وجيع ملائكته يصلون على نبينا ﷺ دائمًا أبدًا وغاية مطلوب الأولين والأخرين صلاة واحدة من الله تعالى واني لهم بذلك بل لو قيل للعاقل إيما أحب إليك أن تكون أعمال جميع الخلائق في صحيفتك أو صلاة
1 / 35