============================================================
القانسون (علوم الكتاب والسنة ثمانية) والعلوم التي حواها الكتاب والسنة في الجملة ثمانية، علم اللسان وهو العربية، وعلم الأديان وهو التوحيد، وعلم الأركان وهو الفقه، وعلم الأبدان وهو الطب، وعلم الحسبان وهو التنجيم، وعلم السلطان وهو السياسة، وعلم الإخوان وهو [علم]1 المعاشرة، وعلم الجنان وهو علم التصوف، ولكل منها مشرب وحقيقة، وعلى المريد فيها حظ من العبودية، لابد له منه، ونوع من الفتح على حسب ما أهل له، واذا علمت العلوم المنورة، فقد بانت لك العلوم المكدرة. انتهى.
خاتمة تشتمل على فوائد الأولى: ذكر الفرق بين العلم والمعرفة في اصطلاح الصوفية: اعلم أن العلم قد مر تفسيره، ويسمى معرفة أيضسا عند المتكلمين، ولذا قال القاضي آبو بكر رحمه الله: "العلم هو المعرفة، ولو قيل ما المعرفة لقلنا العلم، فإن جهل السائل العبارات كلها فسحقا سحقا، وقد فرق أرباب الاصطلاح بينهما بوجهين: أحدهما أن العلم يتعلق بالكليات، والمعرفة بالجزئيات، ووجهه أن لفظ العلم متى بقي على أصله، تعدى إلى مفعولين، ثانيهما في المعنى خبر عن الأول، فهو متعلق لا محالة بالنسبة الحكمية، وهي كلية غالبا وأبدا، على الاعتبارين في المحمول إذا كان جزئيا، ولفظ المعرفة قاص، فقد علمت المراد بالجزئيات 16 والكليات، وإن كان الذي تعلق به العلم، يكون ايضا جزئيا بحسب قاعدته فافهم. (الثاني أن المعرفة تستعمل حيث يسبق الجهل، والعلم أعم، ولذا يقال الله تعالى عالم ولا يقسال عارف".
1- سقطت من و و ج.
Sayfa 310