Prophetic Commentary
التفسير النبوي
Yayıncı
دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
Yayın Yeri
الرياض - المملكة العربية السعودية
Türler
لكن لا يلزم منه أن يكون غير الصريح خارجا عن دائرة البيان النبوي للقرآن، بل نجد أن فيما ورد عن النبي ﷺ ما يفيد في تفسير الآية، وبيان معناها، وصيغته غير صريحة، فهل يسوغ إخراجه من حيز البيان النبوي؟.
وبعد التأمل ظهر لي أن يقال في تعريف التفسير النبوي (١):
"ما ورد عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير في بيان معاني القرآن".
والأمثلة على القول كثيرة، ومنها: ما جاء عن عدي بن حاتم ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إن المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى) (٢).
وأما الفعل؛ فمن أمثلته:
١ - جاء في سياق حديث جابر ﵁ الطويل في صفة الحج: (.. حتى إذا أتينا البيت معه ﷺ استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم ﵇، فقرأ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥]، فجعل المقام بينه وبين البيت .. كان يقرأ في الركعتن قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون) (٣).
_________
(١) ومثله التفسبر بالسنة، وقد فرَّق د. مساعد الطيار بين (التفسير بالسنة) و(التفسير النبوي) في المرجع السابق، وذكر أن التفسير النبوي يلحظ فيه إضافته إلى النبي ﷺ، فقيده بالصريح، وأخرج منه التقرير النبوي -كما سبق-.
وما ذكره له حظ من النظر، ولكن الأظهر -فيما أرى- عدم التفريق لأن السنة عبارة عما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير، فالإضافة هنا إلى النبي ﷺ، ولهذا يقال: السنة النبوية، وحينما نقول: التفسير بالسنة؛ فالمراد بها -كما هو معلوم- السنة النبوية، فآل الأمر في التعبيرين- التفسير بالسنة، والتفسير النبوي- إلى إضافته إلى النبي ﷺ فكل ما ورد عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير يفيد في تفسير القرآن وبيان معناه؛ فهو تفسير نبوي، وتفسير بالسنة النبوية، والله أعلم.
(٢) هو الحديث الأول من أحاديث الكتاب.
(٣) أخرجه مسلم رقم (١٢١٨) في الحج: باب حجة النبي ﷺ. وهو جزء من حديث جابر ﵁ الطويل في صفة حجه ﷺ.
1 / 55