252

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Yayıncı

مكتبة الغرباء

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ

Yayın Yeri

الدار الأثرية

Türler

ومن تواضعه ﷺ.
يقول أنس ﵁: إن كانت الأمة -أي العبدة المملوكة- من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي ﷺ فتنطلق به حيث شاءت" (١) وذلك ليقضي لها حاجتها، إنها أخلاق النبوة.
- وسئلت عائشة ﵂ ما كان النبي ﷺ يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله- يعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة (٢). وكان ﷺ إذا مرَّ على الصبيان سلم عليهم (٣).
ومن تواضعه ﷺ أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" (٤).
وقال ﷺ: "إن الله أوحى إلى؛ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد" (٥).
والله ﷿ يثني عليه في كتابه فيقول: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)﴾ [التوبة: ١٢٨].
عباد الله! وبهذا التواضع، وبهذه الرحمة، وبهذا الرفق من رسول الله ﷺ

(١) "رياض الصالحين" (رقم ٦١٠) تحقيق الألباني.
(٢) رواه البخاري (رقم ٦٧٦).
(٣) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٦٢٤٧)، ومسلم (رقم ٢١٦٨).
(٤) رواه البخاري (رقم ٣٤٤٥).
(٥) رواه مسلم (رقم ٢٨٦٥ بعد ٦٤).

1 / 243