251

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Yayıncı

مكتبة الغرباء

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ

Yayın Yeri

الدار الأثرية

Türler

الهدية، وبين كتفيه خاتم النبوة، أسلم ودخل في دين الله، وكان سلمان الفارسي ﵁ عبدًا عند يهودي فأعانه النبي ﷺ والصحابة حتى تحرر من الرق وحضر مع رسول الله ﷺ غزوة الخندق وما بعدها من الغزوات.
أمة الإِسلام! وفي قصة إسلام عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي ﵄ دروس وعظات وعبر منها:
أولًا: تواضعه ﷺ ورأفته ورحمته بأصحابه وبضيوفه، وهذا يظهر من نزوله في الطابق السفلي من دار أبي أيوب الأنصاري، ومن قوله ﷺ: "يا أبا أيوب! إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت".
عباد الله! من اللحظة الأولى وضع رسول الله ﷺ نفسه في مكان يسهل على جميع الناس أن يصلوا إليه، ولم يجعل على بيته بوابين يمنعون الناس من الدخول عليه ﷺ، فهذا عبد الله بن سلام من اليهود، ومع ذلك دخل على رسول الله ﷺ وسأله وتكلم معه ثم أسلم، والشاهد على أن النبي ﷺ ليس على بابه بوابين:
مرّ النبي ﷺ على امرأة تبكي عند قبر فقال لها: "اتقي الله واصبري" فقالت: إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي ﷺ فأتت باب النبي ﷺ، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك.
فقال ﷺ: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" (١).
الشاهد يا عباد الله! أنها لم تجد على بابه بوابين يمنعونها من الدخول على رسول الله ﷺ.

(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ١٢٨٣)، ومسلم (رقم ٩٢٦).

1 / 242