ويطبخ فيه بغير نار وسكين تنصب فإذا رآها شيء من البهائم أقبل حتي يذبح نفسه بها، وعمل ما يستحيل نارا والنار تستحيل هواء وشيئا من النيرجيات كثيرة. وقال [41 ب] ابن وصيف شاه: من أن سوريد الذي بني الأهرام هو الذى بني البرابي كلها، وعمل فيها الكنوز وزبر عليها علوما، ووكل بها روحانية تحفظها ممن يقصدها.
قال في كتاب الفهرست: (1) وبمصر أبنية يقال ها البرابي والحجارة العظيمة الكبيرة وهى علي أشكال مختلفة وفيها مواضع الصحن والسحق والحل والعقد، وهذا يدل علي أنها عملت لصناعة الكيمياء. وفي هذه الأبنية نقوش وكتابات لا يدرى ما هى:
قال ابن عبد الحكيم: لما أغرق الله آل فرعون بقيت مصر بعد غرقهم ليس فيها من أشراف أهلها أحد، ولم يبق بها إلا العبيد والاجراء والنساء، فأجمع رأيهن أن يولين امرأة منهن يقال لها دلوكة، وكان لها عقل ومعرفة وتجارب، وكانت يومئذ بنت مائة وستين سنة، فملكوها عليهم، فخشيت أن تتهاوت بها ملوك الأرض فجمعت نساء الأشراف وقالت لهن: أن بلادنا لم يكن يطمع فيها أحد ولا يمد عيناه إليها ، وقد هلك أكابرنا وأشرفنا وذهب السحرة الذين كنا نقوى بهم، وقد رأيت [ق 42 أ] أن ابنى سورا أصون به جميع بلادنا، وأضع عليه الحرس من كل ناحية، فأنا لأنا من أن يطمع فينا الناس، فبنت جدارا أحاطت به علي جميع أرض مصر كلها [المزارع] والمدائن والقرى، وجعلت فيه محارس على كل ثلاثة أميال حرس وفيما بين ذلك مخارس صغار علي كل ميل، وجعلت في كل محرس رجالا، وأجرت عليهم الأرزاق وأمرتهم أن يحرسوا بالأجراس فإذا أتاهم من يخافونه ضرب بعضهم إلى بعض الأجراس فيأتيهم الخبر من أي وجه كان في ساعة واحدة فينظروا في ذلك ... فمنعت بذلك مصر ممن أرادها.
وفرغت من بنائه فى ستة أشهر وهو الجدار الذى يقال جدار العجوز بمصر، وقد بقيت بالصعيد منه بقايا كثيرة.
قال المسعودى: وقيل إنما بنته خوفا على ولدها، وكان كثير القنص فخافت عليه من سباع البر والبحر من التماسيح وغيرها ..
Sayfa 56