قال: أرى أنه جائز أن يدعو على وجه السؤال، وقد قيل: بإجازته على ما وصفت، إن كان خيرا، فاقضه، وإن كان شرا فاصرفه.
والناس مختلفون في أمر الدعاء.
فمنهم: من أجاز على الشريطة والتقييد.
ومنهم: من لم يجز ذلك.
والذي وجدت في الآثار: أن يدعو ويسأله في الخيرة، فذلك جائز حسن.
والذي أقول به: أن يسأل الله ويدعوه، على وجه التضرع والرغبة إليه، ويسأله أن يقضي له مما هو خير.
وقوله اللهم إني أستخيرك فجائز.
ولا يجوز: اللهم إني أستشيرك، والاستشارة على الله لا تجوز؛ لأنها من صفات المخلوقين.
قال غيره: إذا أردت أن تستخير الله تعالى، تقول: أستخير الله، ثم أستشير الناس.
قال المؤلف: أستخير - بالخاء العجمة لا بالجيم - وبالله التوفيق.
الباب السادس والسبعون والمائتان
في السؤال بأسمائه التي دعاه بها أنبياؤه - عليهم السلام
ومن قال في دعائه: اللهم إني أسألك بالاسم الذي دعاك به موسى، وبالاسم الذي دعاك به عيسى، فلا يجوز.
ومن قال: أسألك بما سألك به محمد صلى الله عليهم أجمعين وسلم، فإن هذا لا يجوز. وبالله التوفيق.
الباب السابع والسبعون والمائتان
فيما يدعى الله به على الحقيقة والمجاز
وأحكام ذلك
ومن قال: إنه تعالى ذخر، وسند له- بالنون، فمجاز وحقيقة.
ومن قال: يا خير الأصحاب، يعني بذلك، حافظا ومدبرا، جاز. ولا يجوز على غير هذا المعنى.
ولا يجوز يا صاحب المؤمنين، على الحقيقة. وإنما يقال للإنسان: صحبك الله - توسعا - يارد: سلمك الله.
ويقال: يا سيد كل سيد، ومولى كل مولى - على المجاز، ورب الأرباب - على المجاز؛ لأن من ملك شيئا، سمى ربهم - في اللغة، والله تعالى هو المالك في الحقيقة، ويوصف بأنه تعالى حافظ وراع وحارس، وإن كان استعماله قليلا، والحراسة والرعاية حقيقتان، فلهذا وصفناه بهما، وكفيل وضامن صحيح يقال: تكفل الله بأرزاق العباد، وضمن للمؤمن بالجنة. وبالله التوفيق.
Sayfa 199