247

دراسات أصولية في القرآن الكريم

دراسات أصولية في القرآن الكريم

Yayıncı

مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية

Yayın Yeri

القاهرة

Bölgeler
Mısır
الوجه الأول: الترك بحكم الجبلة والطبيعة.
مثاله: ترك النبى ﷺ أكل لحم الضبّ وتعليله ذلك بقوله: «إنه لم يكن بأرض قومى فأجدنى أعافه» (١). فهذا ترك لا حرج فيه.
الوجه الثانى: الترك لحق الغير.
مثاله: تركه ﷺ أكل الثوم والبصل لحق الملائكة.
وهذا ترك مباح لا حرج فيه أيضا لحق الغير.
الوجه الثالث: الترك خوف الافتراض.
مثاله: ترك صلاة القيام فى المسجد فى رمضان (٢). فقد كان ﷺ يترك العمل مخافة أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.
الوجه الرابع: الترك لما لا حرج فى فعله.
مثاله: إعراضه ﷺ عن غناء الجاريتين فى بيته فى يوم عيد الفطر، وقوله لأبى بكر: «إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا» (٣).
الوجه الخامس: ترك المباح إلى ما هو الأفضل.
مثاله: القسم بين الزوجات لم يكن واجبا فى حقه ﷺ، وذلك من باب الخصوصية قال تعالى:

(١) أخرجه مسلم فى صحيحه: ٢/ ١٧٤.
(٢) الحديث أخرجه مسلم ١/ ٣٠٥ ونصه: عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله ﷺ صلى فى المسجد ذات ليلة وصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليه رسول الله ﷺ، فلما أصبح قال: قد رأيت الذى صنعتم فلم يمنعنى من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم.
(٣) الحديث أخرجه ابن ماجة عن عائشة رضى الله عنها: ١/ ٦١٢.

1 / 259