Nihayat al-Zain fi Irshad al-Mubtadi'een
نهاية الزين في إرشاد المبتدئين
Yayıncı
دار الفكر - بيروت
Baskı Numarası
الأولى
Türler
والصديق الحميم فيقولون له أنت تموت يا فلان وقد سبقناك في هذا الشأن فمت يهوديا فهو الدين المقبول عند الله تعالى فإذا أبى جاءه آخرون وقالوا له مت نصرانيا فإنه دين المسيح وقد نسخ فيه دين موسى ويذكرون له عقائد كل ملة فعند ذلك يزيغ الله من يريد زيغه فإذا أراد الله بعبد هداية وتثبيتا جاءه جبريل فيطرد عنه الشياطين ويمسح الشحوب عن وجهه فيبتسم وكثيرا من يرى متبسما في هذا المقام فرحا بالبشير الذي جاءه رحمة من الله تعالى فيقول له يا فلان أما تعرفني أنا جبريل وهؤلاء أعداؤك من الشياطين مت على الملة الحنيفية والشريعة الجليلة فما شيء أحب إلى الإنسان وأفرح منه بذلك الملك ثم يقبض روحه
والمحبوب عند الموت من صورة المحتضر الهدوء والسكون ومن لسانه النطق بالشهادتين ومن قلبه أن يكون حسن الظن بالله تعالى فالمطلوب منه في هذه الحالة قوة الرجاء فيرجو من الله المغفرة والرحمة والتجاوز عما مضى ويكون راضيا منقادا ممتثلا طيب القلب بما يرد عليه من السكرات والنزعات مستحضرا أن عاقبة ذلك خير عظيم لأنه لو ضاق صدره بذلك يخشى عليه من سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى ويكون مستبشرا بالقدوم على الكريم الذي لا يخيب من قصده كما نقل مثل ذلك عن السلف الصالح فقد فتح عبد الله بن المبارك عينيه عند الوفاة وضحك وقال لمثل هذا فليعمل العاملون
ومن علامات السعادة عند الموت عرق الجبين وذرف العين وانتشار المنخر
روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارقبوا الميت عند موته ثلاثا
إن رشح جبينه وذرفت عيناه وانتشر منخراه فهو رحمة من الله قد نزلت به وإن غط غطيط البكر المخنوق وأخمد لونه وأزبد شدقاه فهو عذاب من الله قد حل به اه
وقد تظهر العلامات الثلاث وقد تظهر واحدة أو ثنتان بحسب تفاوت الناس في الأعمال
وأما علامة ذلك في حال الصحة فتوفيقه للعمل بالسنة على قدر الطاقة
وحيث احتضر يوجه للقبلة بمقدم بدنه على جنبه الأيمن إن أمكن فإن تعسر فعلى جنبه الأيسر فإن تعسر فعلى ظهره وحينئذ يجعل وجهه وأخمصاه للقبلة ويقرأ عنده سورة يس جهرا وسورة الرعد سرا ولو تعارض عليه قراءتهما فينبغي أن يراعى حال المحتضر فإن كان عنده شعور وتذكر بأحوال البعث قرأ سورة يس وإلا قرأ سورة الرعد فهي تهون طلوع الروح ويكثر المحتضر من قول لا إله إلا الله ويقول لهم إذا أهملت فنبهوني قال عليه الصلاة والسلام من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وقال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإن عجز عن القول لقنه من حضره برفق مخافة أن يضجر فيردها وإذا قالها مرة لا يعيدها عليه إلا إذا تكلم بكلام آخر ويكون الذي يلقنها له غير متهم كوارث وعدو وحاسد لئلا يتهمه المحتضر في قولها أي إن كان ثم غيره وإلا لقنه وإن اتهمه
Sayfa 147