وقاضيها، وكابن أبي ليلى فقيه الكوفة وقاضيها، وكالليث بن سعد فقيه مصر الذي قال فيه الشافعي: «إِنَّهُ كَانَ أَفْقَهَ مِنْ مَالِكٍ إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يَقُومُوا بِهِ».
وغيرهم كثير، لا تجد لهم مذهبًا مدونًا قائمًا بذاته، وقد تجد لهم أقوالًا كثيرة مدونة في كتب غيرهم من أصحاب المذاهب، وخصوصًا أهل المذهب الحنفي، ومن ذلك " اختلاف [أبي حنفية] وابن أبي ليلى " (*) لأبي يوسف صاحب أبي حنيفة و" الرد على سير الأوزاعي " له ﵄. وتجد آراء مبثوثة لهؤلاء الأئمة في الفقه الإسلامي المقارن، ككتاب " المغني " لابن قدامة، و" المحلى " لابن حزم، و" بداية المجتهد " لابن رشد، و" المجموع " للنووي "، و" المبسوط " (١) للسرخسي.
وإن لواحد من هؤلاء الذين طوت لجنة التاريخ مذاهبهم، وهو الليث بن سعد رسالة قيمة في مجاوبة بينه وبين الإمام مالك تفيض علمًا، وقد تعرضت لمسائل فقهية كثيرة تناولها بعقل مدرك، وفقه عميق، وهي منبعثة من قلب مؤمن مخلص تفيض محبة ومودة لمالك الذي التقى به في العلم والمذاكرة (٢).
وإن نسيان مناهج هؤلاء وما وصلوا إليه من حلول في الفروع سببه أمران:
_________
(١) في الأصل: المضبوط، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. اهـ. الناشر.
(٢) راجع الرسالة في " إعلام الموقعين " لابن القيم.
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
(*) " اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى "، للإمام أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، عني بتصحيحه والتعليق عليه أبو الوفاء الأفغاني، المدرس بالمدرسة النظامية بالهند، عنيت بنشره لجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر آباد الدكن بالهند، الطبعة الأولى، أشرف على طبعه رضوان محمد رضوان وكيل لجنة إحياء المعارف العثمانية، مطبعة الوفاء ١٣٥٨ هـ.
1 / 29