والفصحاء على ائتزر، وقد لحنوا من قرأ: الآية (٧٢).
في الأحاديث الشريفة:
قوله في حديث: "الذى يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في جوفه نار جهنم" (١): في إعرابه وجهان: "نارُ جهنم" و"نَارَ جَهَنَّم" بالرفع والنصب، فمن رفع: جعل الفعل للنار، أى: تنصب نارُ. ومن جعل الفعل للشارب، أي: يصب الشارب نار جهنم، والنصب أجود، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾ (٢) (١١٩).
وفى الحديث: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" يقول: قال الصفار: معنى الخبر: أن ثواب خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، لا أن الأشياء عند الله على خلاف حقائقها عندنا. وقال النحويون: لا يقال فم بالميم، إلا إذا أفرد، فأما إذا أضيف، فإنما يقال: فوك وفوه، ولا يقال: فمك ولا فمه، إلا نادرا في الشعر، كقول الأقيبل:
يا ليتها قد خرجت من فمه ... حتى يعود الملك في أُسْطُمِّهِ
في تَفْسير ألفاظ الأذان:
قولهم: الله أكبر، يقول: قال أهل اللغة: أكبر ها هنا بمعنى كبير، قال الفرزدق:
إن الذى سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول
أى: عزيزة طويلة، وقال آخر:
إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل
أى: لمائل، والشواهد لهذا كثير، ومنه قول تعالى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ (٢٧)﴾ (٣) أى: هين، وفيه خلاف .. وقال أهل النحو: معناه: الله أكبر من كل شيىء، فحذفت من وما اتصل بها، كما تقول: أبوك أفضل، وأخوك أعقل أي: أفضل وأعقل من غيره، قال:
إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن ... سراج لنا إلا ووجهك أنور
أراد: أنور من غيره، وذلك لأنه خبر مبتدأ، والخبر: ما أفاد السامع، ولا تقع الإفادة إلا بتقدير المحذوف (٥٨، ٥٩) ويستطرد في تفصيل إعراب قولهم. "لا حول ولا قوة إلا بالله" فيذكر خمسة أوجه من الإعراب مشهورة في كتب النحو مستشهدا لكل وجه منها بالشواهد القرآنية والشعرية (٦٣).
في معانى الحروف:
من بمعنى البدل في قولهم: "لا ينفع ذا الجد منك الجد" يقول: ذكر في الفائق أن قوله "منك" من قولهم: هذا من ذاك، أى: بدل ذاك، ومنه قوله:
فليت لنا من ماء زمزم شربة ... مبردة باتت على طهيان
_________
(١) المهذب ١/ ١١ وانظر حاشية التحقيق ص ١٨.
(٢) سورة النساء آية ١٠.
(٣) سورة الروم آية ٢٧.
المقدمة / 45