٣٤ - ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي، الْحَافِظ شهَاب الدّين أَبُو الْفضل أَحْمد بن عَليّ
أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد بن حجر بن أَحْمد الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل، ثمَّ الْمصْرِيّ، الشَّافِعِي، قَاضِي الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام، شهَاب الدّين، أَبُو الْفضل بن نور الدّين، بن قطب الدّين، بن نَاصِر الدّين، بن جلال الدّين. فريد زَمَانه، وحامل لِوَاء السّنة فِي أَوَانه، ذهبي هَذَا الْعَصْر ونضاره، وجوهره الَّذِي ثَبت بِهِ على كثير من الاعصار فخاره، أَمَام هَذَا الْفَنّ للمقتدين، ومقدم عَسَاكِر الْمُحدثين، وعمدة الْوُجُود فِي التوهية والتصحيح، وَأعظم الشُّهُود والحكام فِي بَابي التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح. شهد لَهُ بالإنفراد خُصُوصا فِي شرح البُخَارِيّ كل مُسلم، وَقضى لَهُ كل حَاكم بِأَنَّهُ الْمعلم. لَهُ الْحِفْظ الْوَاسِع الَّذِي إِذا وَصفته فَحدث عَن الْبَحْر ابْن حجر وَلَا حرج. والنقد الَّذِي ضاهى بِهِ ابْن معِين فَلَا يمشي عَلَيْهِ بهرج هرج، والتصانيف الَّتِي مَا شبهتها إِلَّا بالكنوز والمطالب. فَمن ثمَّ قيض لَهَا مَوَانِع تحول بَينهَا وَبَين كل طَالب. جمل الله بِهِ هَذَا الزَّمَان الْأَخير، وَأَحْيَا بِهِ وبشيخه سنة الْإِمْلَاء بعد انْقِطَاعه من دهر كثير. ولد فِي ثَانِي عشر شعْبَان، سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة. وعني بالأدب وَالشعر حَتَّى برع فيهمَا ونظم الْكثير فأجاد، وَهُوَ ثَانِي السَّبْعَة الشهب من الشُّعَرَاء. وَكتب الْخط الْمَنْسُوب. ثمَّ حبب إِلَيْهِ فن الحَدِيث فَأقبل عَلَيْهِ سَمَاعا وَكِتَابَة وتخريجًا وتعليقا وتصنيفا، ولازم حَافظ عصره زين الدّين الْعِرَاقِيّ حَتَّى تخرج بِهِ واكب عَلَيْهِ أكبابا لَا مزِيد عَلَيْهِ حَتَّى رَأس فِيهِ فِي حَيَاة شُيُوخه وشهدوا لَهُ بِالْحِفْظِ. وتفقه على الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ، وَالشَّيْخ سراج الدّين ابْن الملقن، وَالشَّيْخ برهَان الدّين الأنباسي. وَأخذ الْأُصُول وَغَيرهَا عَن الْعَلامَة عز الدّين بن جمَاعَة ولازمه طَويلا. ورحل إِلَى الشَّام
1 / 45