مغارة لينجوا من المغتصبين فباتوا فيها نائمين سنين عديدة (مض ٦٥ وسورة الكهف في القرآن) و(كنيسة الرها) قالوا أنها من عجائب الدنيا (مض ٤١٦) و(دير هرقل) كانوا يعالجون فيه المجانين (مض٤١٩) .
* ٣ وبين أمثال العرب في الجاهلية وأول الإسلام ما هو منقول بحرفه أو بمعناه من الكتب المقدسة فدونك ما أخذوه عن أسفار العهد القديم.
بين الأمثال التي وردها الميداني في مجموعة (طبعة بولاق ٢: ٢٢٩) قولهم: "المراء من المرء وكل أدماء من آدم". وأردف: "ويقال أن هذا أول مثل جرى للعرب" وهو منقول عن سفر التكوين (٢: ٢٣) حيث روى موسى كيف خلق الله حواء من ضلع آدم فقال: "هذه تسمى امرأة لأنها من امرئ أخذت".
ومنها مثلهم (ك١: ٤٣) "إن لم يكن وفاق ففراق" ينظر إلى قول إبراهيم إلى لوط في السفر المذكور بعد نزاع حصل بين رعاتهما (١٣:٨ ٩): "لا تكن خصومة بيني وبينك وإنما نحن رجلان أخوان.. اعتزل عني أما في الشمال فأتيا من عنك وأما إلى اليمين فأتياسر".
ومنها قولهم: (م١: ٢١٣) "خيرٌ قليل وفضحت نفسي" لا يبعد عن قول يوناتان لما أراد أبوه شاؤل أن يقتله القليل من عسل ذاقه وقت الحرب (١ملوك فقال ١٤: ٤٣): "ذقت ذوقًا برأس العصا قليل عسلٍ وهاءنذا أموت".
ومن أمثالهم لمن يسهو عن الحديث (م١: ٤٠) إليك يساق الحديث فكأنه ترجمة قول ناتان النبي داود (٢مل ١٢: ٧) بعد أن عرض عليه مثل الغني المضحي لشاة الفقي إشارةً إلى خطيئته مع امرأة أوريا "أنت هو الرجل".
ومنه أيضًا (م٢: ٨٤) "كل امرئٍ فيه ما يرمي به" هو كآية سفر الملوك الثالث (٨: ٤٦) "ليس إنسانٌ لا يخطئ" وكذلك ورد في سفر الجامعة (٧: ٢١): "ليس من صديق على الأرض يصنع الخير بغير أن يخطأ" ويشبهه قول السيد المسيح في الإنجيل (مرقس: ١: ١٨) "لا صالح إلا الله وحده".
ومما روي بين أمثال علي (١ (ص٨»: "جد بما نجد" فهو مثل قول طوبيًا (٤: ٨) يوصي ابنه: "تصدق من مالك، إن كان كثيرًا فابذل كثيرًا وإن كان لك قليل عن نفس طيبة".
ومن أمثال العرب في الميداني (٢: ٢١٥): "المنية ولا الدنية" نظمه الحريري فقال:
المنايا ولا الدنايا وخيرٌ ... من ركوب الخفى ركوب الجنازة
وقد سبق العازر الشيخ فقال في سفر المكابيين الثاني (٦: ٢٣ ٢٧): "اسبقُ إلى الجحيم.. ولا أجلب على شيخوختي الرجس والفضيحة".
قالوا (م١: ٩٢) "البطنة تأفن الفطنة" ومثله قول علي: "البطنة تذهب بالفطنة" وقد قال النبي هوشيع قبلًا (٤: ١١): "الزنى والخمر والسلاف تستهوي القلب".
وروى الميداني (١: ٢٥) للعرب: "إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا" ومثله لهوشع أيضًا (٨: ٧): "أنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة".
وله م٢: ٢٠٣) عن لسان أحد الأعراب لكلبه: "مالك لا تنبح يا كل الدَّوم قد كنت نباحًا" وجاء في نبوة اشعيا (٥٦: ١٠) إلى رقباء بني إسرائيل: "إن رقباءه كلهم كلاب بكم لا يستطيعون النباح".
ومن أمثالهم في من لا يميز الخير من الشر (م٢: ١٨٦): "وماذا يعرف قبيلًا من دبير" أو: "ما يعرف الحو من اللو" وجاء قبله عن لسانه ﷿ في سفر يونان (٤: ١١): "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من أناس لا يعرفون يمينهم من شمالهم".
ومما ورد بين أمثال علي (ص٨٦): "طعن اللسان أمضى من جرح السنان" سبق إليه النبي داؤد في مزاميره (٥٦: ٥) عن المنافقين: "أسنانهم أسنة وسهام وألسنتهم سيوف حادة".
ومنها أيضًا قوله (ص١٦): "زينة الباطن خير من زينة الظاهر" فكأنه نظر إلى قول صاحب المزامير في وصفه للملكة السرية (مز ٤٤: ١٤) "بنت الملك جميع مجدها في الداخل".
والعرب عدة أمثال في الإخاء والصداقة فيقولون (م١: ٦٣): "أن أخاك من آساك" ويقولون (م١: ٤٢٢): "عند الامتحان يكوم المرء أو يهان" ويقولون أيضًا: "عند النازلة تعرف أخاك" ومثله قول علي (ص٢): "أخوك من واساك في الشدة" وقول أكثم بن صيفي (العقد الفريد لابن عبد ربه ١: ٣٢٨): أخوك من صدقك وقوله: "خير أهلك من كفاك" وقول الشاعر:
فما أكثر الأصحاب حين تعدهم ... وكنهم في النائبات قليلُ
1 / 132