كيف أرحمك يا أشقى البرية، وقد أذقت ولدي المنية؟ وكيف سمح لك قلبك القاسي بذلك، وهل ظننت بعد قتله النجاة من المهالك؟ فكن مستعدا يا ابن اللئام؛ لشرب كأس الحمام.
حليم :
مولاي أقسم بخالق الأنام، إني بريء من الآثام، وما نظرت ولدك إلا قتيلا، وبدمه معفر، وغادر عنده وبيده خنجر، فسألته من القاتل، فقال إنه هو الفاعل.
غادر :
اسكت يا منافق، فإنه وحياة رأسك غير صادق، مع من وجد الخنجر يا كنود ؟ أتظن أني مثلك يا جحود؟ أقتل وحيد المملكة، وألقي نفسي في التهلكة؟ أسفي عليك يا مولاي حبيب.
الملك (إلى حليم) :
قاتلك الله أيها الكئيب.
حليم :
احلم يا مولاي احلم، وأمهل علي واعلم، إني ما ارتكبت غير ذنب واحد، والله عليم وشاهد، وهو أني أخذت منه الخنجر؛ لأنجيه من فعله المنكر، وقصدت كتم الأمر، وما فعل من الوزر، فجازاني بالبهتان، والوقوع في الخسران، فإن كنت بهذا الفعل أستحق القتل، فأنا أشرب المنون بكل ارتياح؛ وإن كنت أستحق العفو، فتكون عاملتني بما أنت أهله من الصفح والسماح.
غادر :
Bilinmeyen sayfa