============================================================
709ه التي نزل فيها "بيبرس الجاشنكير" عن الملك والمصرح فيها ضمن ما ذيله على مدة مملكته من حوادث "تاريخ النصارى": ل... وهو يعيش إلى آخر سنة ألف اثنتين وسبعين لديقلاديانوس"، ل... وهو حى إلى سنة اثنتين وسبعين للشهداء". أى أنه استغرق فى جمعه للكتاب وتأليفه، نحو ثلاث سنوات، وأن الشروع فى تأليف الكتاب، أو على أقل تقدير فى التأريخ لاستثناف الناصر محمد بن قلاوون سلطنته الثالثة كان بعد وفاته بنحو ست عشرة سنة، وقد صرح فيما ذيل به من حوادث لتاريخ النصارى" المتوسطة لانتهاء مملكة الجاشنكير وبداية السلطنة الثالثة للناصر محمد بن قلاوون بحريق النحاسين، وبوفاة الناصر. مما يعنى آنه لم يكن يؤرخ لحوادث تلك الفترة إلا بعد انقضاء مدتها بأمد طويل، وأنه التزم بالتأريخ للفترة المحددة فى فاتحة مؤلفه، ولم يكن ضمن مخططه تجاوزها بحال من الأحوال. وأهم من ذلك أن ما تردد فى حوادث الحوليات من عناصر تشير إلى المعايشة لها لم يكن سوى غفلة فى النقل عن مصادره، فهى بعينها عبارات مصادره، ومنها قوله في وفاة بكتمر الحاجب: ل0: وبلغنى آنه قبل وفاته عدم له من الذهب عشرة آلاف دينار، وأنه مات غبنا على ذلك، والله أعلم" إذ المبلغ مصدره على النحو المدرك من قول الجزرى فى حوادث الزمان: 1... وبلغنى آته قبل موته بقليل عدم له عشرة آلاف دينار، وآنه مات غبنا وغيظا، وما ظهر من أخذها إلا بعد موته"، وقوله فى اعتقال ابن تيمية: 0... أحسن الله خلاصه"، وقوله فى العلم ابن القطب: لا... وحمل فى قفص حمال إلى بيت بنت أخته، عامله الله تعالى بلطفه"، وقوله: ل... ورزق الأمير سيف الدين تنكز- نائب السلطنة الشريفة بالشام المحروس- ولدا ذكراء وسمى محمدا، فصار له ولدان ذكران، أقر الله عينه بهما". فأى خلاص وأى إقرار عين لهذا وذاك وهو يؤرخ للحدث بعد موتهما بردح من الزمان!
على أن ما انخرم من الكتاب فى تقديرى لا يتجاوز نحو خمس وعشرين ورقة، فعدد ما وصلنا من أوراق الكتاب 265 ورقة، بعد خصم البطاقات الطيارات الخمس: ومراجعة ما تبقى من الزوايا العلوية اليسرى لأوراق المخطوطة تشير إلى أن الكتاب فى الأصل كانت تحتويه تسع وعشرون كراسة خماسية الفرخات، اشتملت كل منها على
Sayfa 50