تنبو سنابكه عن عفر الثرى ... فيطأن في خد العزيز الأصعر
في فتية صدأ الدروع عبيرهم ... وخلوقهم علق النجيع الأحمر
لا يأكل السرحان شلو طعينهم ... مما عليه من القنا المتكسر
أنسوا بهجران الأنيس كأنهم ... في عبقري البيد جنة عبقر
ومشوا على قطع النفوس كأنما ... تمشي سنابك خيلهم في مرمر
قوم يبيت على الحشايا غيرهم ... ومبيتهم فوق الجياد الضمر
وتظل تسبح في الدماء قبابهم ... فكأنهن سفائن في أبحر
فحياضهم من كل مهجة ضالع ... وخيامهم من كل لبدة قسور
وكفاك من حب السماحة أنها ... منهم بموضع مقلة من محجر
للمتنبي في بدر بن عمار
أرج الطريق فما مررت بموضع ... إلا أقام به الشذا مستوطنا
لو تعقل الشجر التي قابلتها ... مدت محيية إليك الأغصنا
أقبلت تبسم والجياد عوابس ... يخببن بالحلق المضاعف والقنا
عقدت سنابكها عليها عثيرًا ... لو تبتغي عنقًا عليه لأمكنا
والأمر أمرك والقلوب خوافق ... في موقف بين المنية والمنى
فعجبت حتى ما عجبت من الظبي=ورأيت حتى ما رأيت من السنى
وله
دخلتها وشعاع الشمس متقد ... ونور وجهك بين الخلق باهره
في فيلق من حديد لو قذفت به ... صرف الزمان لما دارت دوائره
1 / 41