وهنالك فريق ثالث ممن ليسوا بالأحداث لكي يجاهدوا مفتشين عن لذات جديدة، ولا بالشيوخ لكي يتذكروا لذات شبابهم،
ولكنهم لشدة خوفهم من عناء الجهاد في التفتيش والألم في التذكارات يعرضون عن جميع اللذات، لئلا يهملوا الروح أو يجدفوا عليها.
غير أن لهم من هذا الإعراض بعينه لذة لأنفسهم؛
ولذلك فهم أيضا يجدون كنزا لذواتهم مع أنهم يحفرون لأجل الجذور بأيد مرتعشة.
ولكن هل لك أن تخبرني - وأنت الناسك الحكيم - من هو الذي يستطيع أن يكدر على الروح صفوها.
أيستطيع البلبل أن يعكر صفو سكينة الليل، أم الحباحب نور السماء؟ وهل يقدر لهيب نارك أو دخانها أن يثقل كاهل الريح؟
أم هل تعتقد أن الروح بركة هادئة وفي استطاعتك كلما خطر لك أن تزعج هدوءها بعصاك؟
كلما أنكرت على ذاتك التمتع بلذة ما تغلق بيديك على تلك اللذة في مستودعات كيانك.
ومن يدري هل تعود اللذة التي ترفضها اليوم فتترقب عودتك إليها في الغد؟
لأن جسدك يعرف حاجاته الضرورية وميراثه الحقيقي، فلا يستطيع أحد أن يخدعه.
Bilinmeyen sayfa