غير أنها لا تقطن وحيدة في كيانكم؛
لأن كثيرا منكم لا يزال بشرا، وكثيرا غيره لم يصر بشرا بعد، بل هو مسخ لا صورة له يسير غافلا في الضباب وهو ينشد عهد يقظته.
فلا أود أن أحدثكم الآن إلا عن هذا الإنسان فيكم؛
لأن هذا الإنسان - دون ذاتكم الإلهية، ودون المسخ الهائم في الضباب - هو الذي يعرف الجرائم والعقوبات على الجرائم في كيانكم.
قد طالما سمعتكم تتخاطبون فيما بينكم عمن يقترف إثما كأنه ليس منكم، بل غريب عنكم ودخيل فيما بينكم.
ولكنني الحق أقول لكم، كما أن القديس والبار لا يستطيعان أن يتساميا فوق الذات الرفيعة في كل منكم،
هكذا الشرير والضعيف لا يستطيعان أن ينحدرا إلى أدنى من الذات الدنيئة التي في كل واحد منكم.
وكما أن ورقة الشجرة الصغيرة لا تستطيع أن تحول لونها من الخضرة إلى الصفرة إلا بإرادة الشجرة ومعرفتها الكامنة في أعماقها،
هكذا لا يستطيع فاعل السوء بينكم أن يقترف إثما بدون إرادتكم الخفية ومعرفتكم التي في قلوبكم؛
فإنكم تسيرون معا في موكب واحد إلى ذاتكم الإلهية.
Bilinmeyen sayfa