وأنت لست بالغريب بيننا، كلا، ولا أنت بالضيف، بل أنت ولدنا وقسيم أرواحنا الحبيب؛
فلا تجعل عيوننا تشتاق إلى رؤية وجهك.
ثم قال له الكهان والكاهنات:
لا تأذن لأمواج البحر أن تفصل بيننا، فتجعل الأعوام التي قضيتها بيننا نسيا منسيا؛
فقد كنت فينا روحا محيية، وكان خيالك نورا يشرق على وجوهنا.
قد تعشقتك قلوبنا، وعلقتك أرواحنا،
ولكن محبتنا تقنعت بحجب الصمت، فلم نستطع أن نعبر عنها،
بيد أنها تصرخ إليك الآن بأعلى صوتها، وتمزق حجبها بيديها لكي تظهر لك حقيقتها؛
فإن المحبة منذ البدء لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق.
ثم جاء إليه كثيرون متوسلين متضرعين، فلم يرد على أحد جوابا، ولكنه كان يحني رأسه، وكان الواقفون حوله ينظرون عبراته تتساقط بغزارة على وجنتيه وصدره.
Bilinmeyen sayfa