368

ذلك لهذا الوجه ، كما قال تعالى : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) (1) وإرادته الإنكار لذلك دون الاستفهام فى الحقيقة.

وقد قيل فى تأويله : إن المراد باللام : العاقبة ، فكأنه قال : آتيتهم الزينة والأموال وأنت عالم بأن مصيرهم إلى الضلال عن سبيلك والاستمرار على الكفر ، ولكل واحد من هذه الوجوه مجال فى طريقة اللغة ، فلا يصح تعلق القوم بالآية.

** 331 مسألة :

الأمر فى ذلك إليه لا اختيار للعبد فيه ، فقال : ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل ... ) [90] ثم قال : ( آلآن وقد عصيت قبل ... ) [91] فبين أن إيمانه غير مقبول.

والجواب عن ذلك : أنه تعالى بين أن عند إدراك الغرق صار ملجأ إلى ما أظهره فلم ينفعه ذلك (2)، كما قال تعالى : ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ) (3) وكما قال : ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ) (4) وإنما كان ذلك لأن الإنسان إذا فعل ، على طريقة الإلجاء ، الطاعة والإيمان لم يستحق المدح عليه ، وصار فعله عند الإلجاء

(م 24 متشابه القرآن).

Sayfa 369