والآداب واللّغات فاستقلّ بمعرفتها، قال الحميديّ: كان يختلف إليه في علم العربيّة أولاد الأكابر، وله شعر مأثور. وكان قبل الأربع مئة.
١١ - محمد (^١) بن عبد الله بن مفوّز بن غفول بن عبد ربّه المعافريّ،
أبو عبد الله الشّاطبيّ
رحل إلى قرطبة، فلازم وهب بن مسرّة وسمع منه سماعا كثيرا، من ذلك: «الموطّأ» و«مسند ابن أبي شيبة» و«المدوّنة»، وأجاز له «موطّأ» ابن وهب، ولمّا ودّعه قال له: أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله، وحزبك من القرآن، وبرّ الوالدين، ثم حجّ، وكتب بالقيروان وغيره.
ورجع، فكان منقطع القرين في الزّهد والعبادة، متقلّلا من الدّنيا، كثير الصّلاة والصّوم، دؤوبا على التّلاوة والذّكر. سمع منه الناس كثيرا. وكان مجاب الدّعوة قد اشتهر بذلك.
توفّي في آخر سنة عشر وأربع مئة (^٢) وقد قارب المئة، وكانت جنازته مشهودة. جعله ابن بشكوال من أهل قرطبة فوهم.
١٢ - محمد (^٣) بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن بن
صمادح، أبو يحيى التّجيبيّ السّرقسطيّ
كان واليا على وشقة، ثم تخلّى عنها لابن عمّه منذر بن يحيى. وكان - مع رياسته - من أهل العلم والفضل، له مختصر في غريب القرآن استخرجه من «تفسير الطّبريّ» رواه عنه ابنه أبو الأحوص معن أمير المريّة.
وغرق في البحر هو وطائفة حملهم في المركب في سنة تسع عشرة
_________
(^١) التكملة ١/ ٣٠٥ (١٠٧٠)، وترجمه ابن بشكوال في الصلة (١٠٩٦)، والضبي في بغية الملتمس (١٧٦)، وابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٣١٨، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ١٥٦.
(^٢) في التكملة: «سنة عشر، أو أول سنة إحدى عشرة وأربع مئة».
(^٣) التكملة ١/ ٣٠٨ (١٠٨١)، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٣١١.
1 / 19