المستملح من كتاب التكملة
تأليف
مؤرخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
(المتوفى سنة ٧٤٨ هـ - ١٣٧٤ م)
حققه وضبط نصه وعلق عليه
الدكتور بشار عواد معروف
Bilinmeyen sayfa
تقديم
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ سيّدنا وأسوتنا وإمامنا وقدوتنا وشفيعنا محمدا عبده ورسوله، بعثه الله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون، فبلّغ الرسالة، وأتمّ الله به النّعمة، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:
١٠٢].
﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً وَاِتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١].
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١].
أما بعد:
فإنّ من نعم الله علينا، وعميم إحسانه إلينا، أن وفّقنا الله سبحانه إلى العثور على الكتاب الذي اختصره إمام المؤرّخين شمس الدّين أبو عبد الله الذهبيّ «٦٧٣ - ٧٤٨ هـ» من كتاب «التّكملة لكتاب الصّلة» للحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله القضاعيّ ابن الأبّار، وسمّاه «المستملح من كتاب التكملة»، لنضمّه بكلّ فخر واعتزاز إلى مشروعنا: «سلسلة التراجم الأندلسيّة».
وكان هذا الكتاب إلى عهد قريب يعدّ في المفقودات من المخطوطات العربيّة، مع وجوده في المكتبة الوطنيّة الجزائريّة برقم (١٧٣٥)، حيث ظنّه جميع الباحثين قطعة من كتاب «التكملة» لابن الأبّار، حتّى أنّ المستشرق كوديرا اقتبس منه بعض التراجم في آخر طبعته من كتاب «التكملة» لابن الأبّار وألحقها بالكتاب (ص ٦٤٥ - ٧٤٩)، وهي التراجم ذوات الأرقام ١٧٩٧ - ٢١٢٩ من طبعته. ثم اقتبس من هذا الكتاب ثلاثا وعشرين ترجمة ممّا زاده الذهبيّ على كتاب ابن الأبّار،
1 / 5
وظنّها كوديرا زيادة في نسخة الجزائر على نسخة الإسكوريال (٢١٣٠ - ٢١٥٢)، حيث جعلها، في ملحق كتب له عنوانا قال فيه ما ترجمته: «تراجم في مخطوطة الجزائر غير موجودة في نسخة الإسكوريال». ثم عمل ملحقا ثانيا للزّيادات التي زادها الذهبيّ على ابن الأبّار، وظنّها زيادات في نسخة الجزائر على ما في نسخة الإسكوريال أيضا.
وكان الباحثون والمحقّقون والمخرّجون لتراجم الأندلسيّين جميعا يحيلون إلى هذه التراجم، باعتبارها تراجم من كتاب «التكملة» لابن الأبّار. وكذلك فعل جميع المحقّقين الذين أعادوا نشر «التكملة»، استنادا إلى طبعة كوديرا وما زاده محمد بن شنب. ولم يفطن أيّ واحد منهم إلى أنّ هذا الكتاب هو اختصار الذهبيّ لتكملة ابن الأبّار، فاشتبه الأمر عليهم والتبس، وغمّ عليهم واستبهم.
وتعود صلتي بهذه النّسخة إلى أقلّ من عام، حين رفع إليّ صديقي العالم الفاضل الكتبيّ القدير، الأستاذ الحاجّ حبيب اللّمسيّ رغبته - أرغب الله تعالى قدره - أن أعتني بتراجم الأندلسيّين، وصار يوفّر لي النّسخ الخطّية لأمّهات الكتب المعنيّة، لا يدّخر في هذا الأمر وسعا، ولا يصدّه عن تشوّفه لهذا الأمر وتطلّعه إليه صادّ، فضلا عن بذل وافر المال لبلوغ ما طوى عليه نيّته وحدا عليه عزمه، فكان من بينها هذا المجلّد في المكتبة الوطنية الجزائريّة برقم (١٧٣٥)، الذي كتب في بطاقته: «مجموع من كتاب التكملة لكتاب الصّلة».
وحين وقع نظري عليه، عرفت أنه بخطّ الذهبيّ الذي أدمنت عليه من قرابة خمسين عاما، ثم سرعان ما أدركت، حين سبرت أمره واختبرت حاله وقرأت بعض تراجمه، أنّه مختصره لكتاب «التكملة» لابن الأبّار، وأنه سمّاه «المستملح من كتاب التكملة»، فكان فرحي به لا يوصف، فالمختصر الإمام شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبيّ فنان تراجميّ قلّ نظيره، وهو الثّقة المتقن الضابط، فكتابته مما يركن إليه ويوثق به، فضلا عن قدرة على الانتقاء والتتبع.
ومعلوم أنّ مختصرات الذهبيّ لم تكن اختصارات عادية يغلب عليها الجمود والنّقل، بل إنّ المطّلع عليها الدارس لها برويّة وإنعام نظر يجد فيها زيادات كثيرة، وتعليقات نفيسة، واستدراكات بارعة، وربما تصحيحات وتصويبات لمؤلّف الأصل إذا شعر بوهمه أو غلطه، فضلا عن مقارنات تدلّ على معرفته وتبحّره في فنّ
1 / 6
الكتاب المختصر (^١).
يضاف إلى كلّ ذلك أنّ هذا الكتاب، وهو بخطّ مؤرّخ تراجميّ قدير، يعدّ نسخة مساعدة في تحقيق أصله «التكملة لكتاب الصّلة».
وصف النّسخة الخطّية:
ذكر الذهبيّ هذا المختصر في ترجمة ابن الأبّار من كتابه «تاريخ الإسلام» فقال: «كمّل الصّلة البشكوالية بكتاب في ثلاثة أسفار اختصرته في مجلد» (^٢) وقال في «سير أعلام النّبلاء»: «وله تصانيف جمّة، منها: تكملة الصّلة، في ثلاثة أسفار، اخترت منها نفائس» (^٣).
والنّسخة التي وصلت إلينا بخطّ الذهبي، وخطّه معروف، وصل إلينا منه الكثير، كما في عشر مجلّدات من «تاريخ الإسلام»، و«الكاشف» و«المختصر المحتاج إليه من تاريخ أبي عبد الله ابن الدّبيثي»، وغيرها. وقد ذهب أول المجلّد، وبقي منه (١١٨) ورقة، والذاهب منه فيما أخمّنه (٢٧) ورقة؛ لأنّ الذهبيّ كتب أرقام الكرّاسات في أعلى بعض الأوراق، وكلّ كرّاسة عشر ورقات في الأغلب الأعمّ (^٤)، والكرّاسة الرابعة تبدأ عند الورقة الثالثة ممّا تبقّى من المجلّد، فوصلت إلينا ورقتان من الكرّاسة الثالثة، فإذا عددنا طرّة المجلّد من الكرّاسة الأولى فالمتبقي من المفقود بحدود (٢٧) ورقة، وتشمل حروف الألف والباء والتاء والثاء وقسما يسيرا من الجيم، وأكثر الحاء المهملة، ثم الخاء والدال والذال والراء والزاي والطاء والظاء والكاف واللاّم وأول المحمّدين من حرف الميم، وهو قسم من المجلّد الأول من النّسخة الخطّية التي اختصر منها الكتاب والمتكوّنة أصلا من ثلاثة مجلّدات. فالمفقود من الكتاب بحدود الخمس.
والمتبقّي من حرف الجيم خمس تراجم، ومن الحاء المهملة أربع تراجم، وهما الورقتان: الأولى والثانية من النّسخة الخطّية. أمّا الورقة الثالثة فتبدأ بترجمة
_________
(^١) تنظر التفاصيل في كتابي: الذهبي ومنهجه، ص ١١١ فما بعد (القاهرة ١٩٧٦).
(^٢) تاريخ الإسلام ١٤/ ٨٩٦ (بتحقيقنا).
(^٣) سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٣٣٧ (بتحقيقنا). وينظر كتابي: الذهبي ومنهجه، ص ٢٣٧.
(^٤) خلا الكراسة الثامنة حيث تتكون من ١٤ ورقة، والكراسة الثالثة عشرة من (١٦) ورقة.
1 / 7
محمد بن خطّاب أبي عبد الله الأزديّ القرطبيّ النّحويّ المتوفّى قبل سنة أربع مئة.
وكلّ ورقة تتكوّن من وجهين، ومسطرتها (٢٠) سطرا فضلا عن بعض الزّيادات التي كتبها الذهبيّ في حاشية النّسخة.
وجاء في آخر النّسخة: «آخر المستملح من كتاب التكملة، والحمد لله وحده، وصلّى الله على محمد. كتبت المشهورين ومن يقاربهم وحذفت المجهولين ومن يقاربهم. على أنّ أكثر المشهورين بالنسبة إلينا مجهولون، لبعد الديار وعدم اتّصال روايتهم بنا، ولكن كتبتهم لأتعرّف بهم وأدري شأنهم، وفيه شيء متعب تطلّبه، وهو ذكر شيوخ الرجل والرّواة عنه بكناهم، فكتبتهم كما ذكر».
وقد بيّن الذهبيّ منهجه في الانتقاء والاختصار في الفقرة التي نقلتها.
وأودّ أن أشير هنا إلى أنّ الذهبيّ ﵀ إنّما كان يختصر أمثال هذه الكتب لمنفعته الشّخصيّة والإفادة منها في تأليف كتبه، ولا سيّما كتابه العظيم «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام»، فقد اختصر من أجله العديد من الكتب كما بيّنته مفصّلا في مقدّمتي لتاريخ ابن الدّبيثي (^١)، لذلك كان حريصا على المحافظة على ذاتيّة المؤلّفين الأصليّين، فيترك الكلام لهم، وإذا ما أراد زيادة كتبها في الحاشية أو أسبقها بلفظة «قلت». كما أن الكثير من هذه المختصرات التي وصلت إلينا وصلت بخطّه، مثل: «الكاشف»، و«المختصر المحتاج إليه»، وهذا الكتاب، و«معرفة التابعين من الثّقات لابن حبّان»، و«نبذة من فوائد تاريخ ابن الجزري» وغيرها. وهو كان في اختصاره يؤثر أهل الرّواية على غيرهم، وهو أمر يعكس مفهومه للتاريخ عموما، وللتراجم خصوصا.
كيف وصلت النسخة إلى الجزائر؟
من المعلوم أنّ هذه النّسخة هي نسخة الذهبيّ الخاصة، والظاهر أنها انتقلت بعد وفاته، بشكل أو بآخر، إلى مكة المكرمة، حيث نقل منها تقيّ الدّين الفاسيّ «ت ٨٣٢ هـ» في كتابه «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين»، فقال في ترجمة أحمد ابن ثعبان بن أبي سعيد بن حرز الكلبيّ المعروف بالبكّي: «نقلت هذه الترجمة من
_________
(^١) ذيل تاريخ مدينة السلام ١/ ١٢٦ - ١٢٧.
1 / 8
خطّ الذهبيّ في اختصاره تكملة الصّلة البشكوالية لابن الأبّار» (^١) وهذا النصّ يشير إلى أنّ النّسخة يوم رآها التقيّ الفاسيّ كانت كاملة. والظاهر أنّ أحد الجزائريّين اشتراها ونقلها إلى الجزائر (^٢).
نهج العمل في التحقيق:
١ - نسخنا الكتاب وقابلناه بالأصل الخطي، وعنينا بتنظيم النصّ كما هو متعارف عليه في عصرنا من حيث بداية الفقرات، ووضع النّقط عند انتهاء المعاني، والفواصل التي تؤدّي إلى فهم النصّ وتظهر دلالاته وتجلّيها واضحة بيّنة، وأشرت إلى بداية كلّ ورقة مخطوطة في وجهها وقفاها، ووضعت ذلك بين عضادتين داخل النصّ، لصعوبة وضعها في الحاشية استنادا إلى البرنامج الذي طبعنا به الكتاب.
٢ - وعنيت عناية بالغة بتقييد النصّ وضبطه بالحركات كلّما رأيت حاجة إلى ذلك، لا سيّما ما يشتبه من الألفاظ والأسماء والكنى والأنساب والألقاب وما رأيته حريّا بالتقييد من اللّغة والنحو وممّا يخشى وقوع التصحيف والتحريف فيه.
وأسماء الأندلسيّين تحتاج إلى مزيد عناية في الضبط، لما يخالطها من الأسماء الأعجميّة الأصل التي اصطلح على لفظها أهل تلك البلاد (^٣)، فتقييدها بالحركات من ألزم أمور التحقيق الدقيق، وقد قال أبو إسحاق النّجيرميّ قبل مئين من السنين: «أولى الأشياء بالضبط أسماء الناس لأنه شيء لا يدخله القياس، ولا قبله شيء يدلّ عليه، ولا بعده شيء يدلّ عليه».
وكان مرجعنا في مثل هذا الضبط ما قيّده أهل الفنّ من الأسماء والكنى والأنساب والألقاب بالحروف، أو وجدناه مضبوطا ضبط القلم بخطوط المتقنين الضابطين من المؤلّفين والنّسّاخ، ومنهم: صاحب الكتاب أبو عبد الله الذهبيّ، ذو الخطّ المتقن المليح، فضلا عن توفّر عدد من النّسخ الخطّية من أصل «التكملة» التي
_________
(^١) العقد الثمين ٣/ ٢٢. وتنظر الترجمة ١٤٣ من هذا الكتاب.
(^٢) على أن هذا من باب التخمين، إذ يمكن أن يكون الفاسي قد رآها في غير مكة ونقل منها، مع بعد ذلك.
(^٣) من ذلك مثلا: ابن اللونقه، ومعناها: الطويل، Long وبرنجال، وطربجّة، وبونه، وفيّره ونحوها.
1 / 9
نأمل إخراجها ضمن «سلسلة التراجم الأندلسيّة».
وقد عنيت بضبط أسماء المواقع والبلدان من غير تعريف بها معتمدا في ذلك على النصّ غير المنشور في هذا الوقت من التكملة الأبّاريّة التي عنيت بتحقيقها، كون هذا الكتاب انتقاء منه واختصارا له، فلم نر فائدة في إثقال الحواشي بما هو مذكور هناك.
٣ - كما قابلت النصّ بأصل «التكملة»، معتمدا طبعة صديقنا الدكتور عبد السلام الهرّاس، مع استظهار نشرتي من غير إشارة إليها، وذلك عند اختلاف النصّ، مستظهرا في الوقت نفسه عليهما النّسخ الخطّية المتوفرة لديّ من أصل «التكملة». وقد رأيت أن أشير في كلّ ترجمة إلى المجلد والصفحة ورقم الترجمة من «الطبعة الهرّاسية» المذكورة، ثم أتبعها بذكر جملة مختارة من المصادر التي ترجمت لصاحب الترجمة، ولا سيّما كتاب الذهبيّ «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام»؛ من غير استقصاء، فذكرت المجلد والصفحة مفصولا بينهما بخط مائل، أما المصادر التي أشرت فيها إلى رقم الترجمة فقد وضعتها بين حاصرتين، فكل رقم محرر من الحاصرتين هو رقم للصفحة.
٤ - ولمّا كان الكتاب قد وصل إلينا بخطّ الذهبيّ فقد أبقينا عليه كما هو، وعلّقنا على بعض ما وقع لصاحبه من بعض الأوهام في سبك العبارة عند الاختصار، أو الضبط، مع بيان الصّواب الذي ليس فيه ارتياب.
وبعد،
فالحمد لله على نعمه ومننه وآلائه الذي يسّر لنا إتمام تحقيق هذا الكتاب الذي يضيف لبنة مهمة في بناء صرح الدراسات الأندلسيّة، ونسأل الله سبحانه أن يتقبّل منّا عملنا ويجنّبنا مواطن الزّلل، وأن يثبّتنا بقوله الثابت في الدنيا والآخرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
كتبه بمدينة عمان البلقاء عاصمة الهواشم في غرّة ربيع الأول سنة ١٤٢٩ هـ
أفقر العباد بشار بن عوّاد
1 / 10
راموز الورقة الأولى من «المستملح»
1 / 11
راموز الورقة ٣٢ من النسخة الخطية، ويظهر في حواشيها زيادات الذهبي
1 / 12
راموز الورقة ٩٥ من النسخة الخطية، ويظهر في أعلاها بداية الكراسة الثالثة عشرة من الكتاب، كما يظهر فيها نقل الذهبي من «صلة الصلة» لابن الزبير
1 / 13
راموز الورقة الأخيرة من النسخة الخطّية
1 / 14
[حرف الجيم]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ - [١ أ] جابر (^١) بن محمد بن نام الحضرميّ النّحويّ، أبو أيوب
الإشبيليّ
سمع من شريح بن محمد «الموطّأ» و«البخاري»، وأخذ علم العربيّة عن أبي القاسم ابن الرّمّاك وأبي الحسن بن مسلّم، وعني بها وتحقّق بمعرفتها، وقعد لإقرائها عن اتّساع باع واطّلاع. وكان يعرف «كتاب سيبويه». وأقرأ القراءات.
توفّي سنة ستّ وتسعين، وقيل: سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وقد جاوز الثمانين.
٢ - جابر (^٢) بن أحمد، أبو الحسن الحسنيّ التّلمسانيّ
روى عن أبي بكر بن خير، وأبي القاسم السّهيلي، وجماعة. وكان من أهل العناية بالرّواية والمعرفة بأسماء الرّجال، وجمع مشيخة لابن خير على المعجم. أخذ عنه أبو زيد الفازازيّ وغيره.
وتوفّي في حياة بعض شيوخه كهلا.
٣ - جوديّ (^٣) بن عبد الرّحمن بن جوديّ بن موسى بن وهب بن
عدنان، أبو الكرم، من أهل وادي آش
روى عن أبي القاسم السّهيليّ، وأبي جعفر بن الحكم، ويعقوب بن
_________
(^١) التكملة ١/ ٢٠٠ (٦٥٧)، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢/ ١٠٦٧، والسيوطي في بغية الوعاة ١/ ٤٨٤.
(^٢) التكملة ١/ ٢٠١ (٦٦٠) ضمن الغرباء.
(^٣) التكملة ١/ ٢٠٢ (٦٦٣)، وترجمه ابن سعيد في المغرب ٢/ ١١٠، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤/ ١٠٣، واليمني في إشارة التعيين ٧٨، والسيوطي في بغية الوعاة ١/ ٤٩٠.
1 / 15
طلحة، وأبي بكر بن أبي جمرة، وجماعة.
وكان راويا مكثرا معتنيا بذلك. أدّب بالقرآن وعلّم بالعربيّة. أخذ عنه أصحابنا. ودخلت وادي آش سنة ستّ وعشرين وستّ مئة ولم أره.
وتوفّي بها بعد خدر أصابه واختلال أعطبه (^١) سنة ثلاث (^٢) وثلاثين أو نحوها.
قال ابن فرتون (^٣): نظم ونثر، وكان عارفا بالنّبات.
٤ - جبر (^٤) بن محمد بن جبر بن هشام بن حبّنّون (^٥)، أبو محمد القرطبيّ
سمع من أبي جعفر بن يحيى، وأبي الحسن بن حفص، وأبي عبد الله بن غالب. وله شعر حسن.
توفّي سنة خمس عشرة وستّ مئة كهلا.
٥ - جامع (^٦) بن باقي التّميميّ، نزيل دمشق
روى عنه ابن خليل في «معجمه».
[حرف الحاء]
٦ - الحسن (^٧) بن عيسى بن أصبغ بن محمد، أبو الوليد الأزديّ
القرطبيّ، يعرف بابن المناصف
روى عن عمّ أمّه أبي محمد ابن عتّاب، سمع منه «المدوّنة» [١ ب] وكتابه الكبير في المواعظ ويعرف ب «شفاء الصّدور». وأجاز له أبو عليّ
_________
(^١) في التكملة: «أعقبه».
(^٢) في التكملة: «إحدى».
(^٣) هذا من زيادات الذهبي.
(^٤) التكملة ١/ ٢٠٣ (٦٦٦).
(^٥) قيده ابن الأبار في ترجمة جده فقال: بتشديد الباء والنون (١/ ٢٠٢).
(^٦) التكملة ١/ ٢٠٤ (٦٧٤).
(^٧) التكملة ١/ ٢١١ (٦٩٢)، وترجمه ابن الأبار في معجم أصحاب الصدفي (٦٦)، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢/ ٦٣٨، وابن مخلوف في شجرة النور (٤٧٣).
1 / 16
الصّدفيّ. وولي خطابة إشبيلية.
روى عنه أبو القاسم ابن الملجوم، وأبو سليمان بن حوط (الله) (^١)، وأبو الخطّاب الكلبيّ.
توفّي في المحرّم سنة ثمانين، وولد سنة اثنتين وخمس مئة ظنّا (^٢).
٧ - الحسن (^٣) بن محمد بن الحسن الأنصاريّ، أبو عليّ، ابن
الرّهيبل. البلنسيّ
سمع من أبي الحسن ابن النّعمة كثيرا وأخذ عنه القراءات. وحجّ، فسمع السّلفيّ، وأخذ «الصحيح» بمكة عن عليّ بن حميد الطرابلسيّ. ثم قفل إلى بلده، فلزم الزّهد وأقبل على شأنه. وسمع منه الطّلبة بالإسكندرية كتاب «التّيسير» عن ابن هذيل، سمعه منه سنة ثلاث وخمسين، ورواه سنة اثنتين وسبعين.
توفّي في شعبان سنة خمس وثمانين وله أربع وخمسون سنة.
٨ - الحسن (^٤) بن أحمد بن يحيى الأنصاريّ، أبو عليّ القرطبيّ، نزيل
مالقة، والد الحافظ أبي محمد
أخذ القراءات عن أبي الحسن سعد بن خلف ولازمه مدّة، وعن أبي القاسم بن رضا، وسمع منهما، ومن ابن بشكوال، وأبي إسحاق بن قرقول.
وكان محقّقا لعلم الفرائض ذا فنون، وأدّب بالقرآن. سمع منه ابنه، وابن سالم، وعبد الحقّ بن بونه.
_________
(^١) زيادة لازمة.
(^٢) في التكملة: «ومولده سنة اثنتين أو ثلاث وخمس مئة»، وهو الذي في معجم أصحاب الصدفي.
(^٣) التكملة ١/ ٢١١ (٦٩٥)، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢/ ٧٩٩، والمقري في نفح الطيب ٢/ ٥٠٩.
(^٤) التكملة ١/ ٢١٢ (٦٩٦)، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢/ ٧٩٨.
1 / 17
توفّي سنة خمس وثمانين في رمضان عن بضع وستين سنة (^١).
٩ - الحسن (^٢) بن عليّ بن خلف، أبو عليّ الأمويّ القرطبيّ، نزيل
إشبيلية، ويعرف بالخطيب
أخذ القراءات ببلده عن أبي القاسم بن رضا، ومحمد بن جعفر بن صاف، وعبد الرّحيم الحجّاريّ. وسمع من يونس بن مغيث، وأبي بكر ابن العربيّ، وابن مسرّة، وسمع «الموطأ» على أبي بكر بن عبد العزيز بقراءة ابنه أبي الحكم. وأخذ العربيّة عن أبي بكر بن مسعود، وابن أبي الخصال. وله رواية عن أبي بكر بن الخلوف، وأجاز له أبو الوليد بن رشد ما رواه. وكان مائلا إلى الأدب؛ وصحب أبا حفص بن عمر، وله كتاب «روضة الأزهار» وكتاب «اللّؤلؤ» (^٣).
[حرف الميم]
١٠ - [٢ أ] محمد (^٤) بن خطّاب، أبو عبد الله الأزديّ القرطبيّ
النّحويّ
روى عن أبيه، وأبي عليّ القالي، وأبي بكر ابن القوطيّة. وعني بالعربيّة
_________
(^١) ذكر ابن الأبار أن مولده سنة ٥١٢، فيكون عند وفاته ابن سبع وستين سنة.
(^٢) التكملة ١/ ٢١٣ (٧٠٠)، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣/ ٥٧، والصفدي في الوافي ١٢/ ١٦٠، وابن الجزري في غاية النهاية ١/ ٢٢٣، والقادري في نهاية الغاية، الورقة ٤٣.
(^٣) إلى هنا تنقطع النسخة، وتمام الترجمة من تاريخ الإسلام للمؤلف: «اللؤلؤ المنظوم في معرفة الأوقات بالنجوم، وكتاب تهافت الشعراء. وتوفي بإشبيلية، وله ثمان وثمانون سنة».
(^٤) التكملة ١/ ٣٠٣ (١٠٥٥)، وترجمه الحميدي في جذوة المقتبس، والقاضي عياض في ترتيب المدارك ٧/ ١٤ (٤٧)، والضبي في بغية الملتمس (١٠٩)، والقفطي في إنباه الرواة ٣/ ١٢٤، وابن عبد الملك في الذيل ٦/ ١٨٠، والذهبي في تاريخ الإسلام ٨/ ٨٣٤، والصفدي في الوافي ٣/ ٤١، والسيوطي في بغية الوعاة ١/ ٩٩.
1 / 18
والآداب واللّغات فاستقلّ بمعرفتها، قال الحميديّ: كان يختلف إليه في علم العربيّة أولاد الأكابر، وله شعر مأثور. وكان قبل الأربع مئة.
١١ - محمد (^١) بن عبد الله بن مفوّز بن غفول بن عبد ربّه المعافريّ،
أبو عبد الله الشّاطبيّ
رحل إلى قرطبة، فلازم وهب بن مسرّة وسمع منه سماعا كثيرا، من ذلك: «الموطّأ» و«مسند ابن أبي شيبة» و«المدوّنة»، وأجاز له «موطّأ» ابن وهب، ولمّا ودّعه قال له: أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله، وحزبك من القرآن، وبرّ الوالدين، ثم حجّ، وكتب بالقيروان وغيره.
ورجع، فكان منقطع القرين في الزّهد والعبادة، متقلّلا من الدّنيا، كثير الصّلاة والصّوم، دؤوبا على التّلاوة والذّكر. سمع منه الناس كثيرا. وكان مجاب الدّعوة قد اشتهر بذلك.
توفّي في آخر سنة عشر وأربع مئة (^٢) وقد قارب المئة، وكانت جنازته مشهودة. جعله ابن بشكوال من أهل قرطبة فوهم.
١٢ - محمد (^٣) بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن بن
صمادح، أبو يحيى التّجيبيّ السّرقسطيّ
كان واليا على وشقة، ثم تخلّى عنها لابن عمّه منذر بن يحيى. وكان - مع رياسته - من أهل العلم والفضل، له مختصر في غريب القرآن استخرجه من «تفسير الطّبريّ» رواه عنه ابنه أبو الأحوص معن أمير المريّة.
وغرق في البحر هو وطائفة حملهم في المركب في سنة تسع عشرة
_________
(^١) التكملة ١/ ٣٠٥ (١٠٧٠)، وترجمه ابن بشكوال في الصلة (١٠٩٦)، والضبي في بغية الملتمس (١٧٦)، وابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٣١٨، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ١٥٦.
(^٢) في التكملة: «سنة عشر، أو أول سنة إحدى عشرة وأربع مئة».
(^٣) التكملة ١/ ٣٠٨ (١٠٨١)، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٣١١.
1 / 19
وأربع مئة في جمادى الأولى.
١٣ - محمد (^١) بن الحسن بن الحسين المذحجيّ، أبو عبد الله
القرطبيّ، المعروف بالكتّانيّ
عالم متفنّن، أخذ عن محمد بن عبدون الجبليّ، وعمر بن يونس، وأبي القاسم ابن نجم، ومسلمة المرجيطيّ.
وتقدّم في صناعة الطبّ، وشارك في الأدب، [٢ ب] وله كتب معروفة فائقة في الجودة عظيمة المنفعة. نزل سرقسطة بأخرة. روى عنه ابن حزم والمصحفيّ.
توفّي قريبا من سنة عشرين وأربع مئة وقد قارب الثمانين.
١٤ - محمد (^٢) بن عبد الرّحمن بن معمر، أبو الوليد، اللّغويّ القرطبيّ
صاحب «التاريخ»، وبهاء الدولة العامريّة. وأوطن الجزائر الشّرقية في كنف مجاهد العامريّ، وولي الأحكام هنالك.
توفّي في شوّال سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة.
١٥ - محمد (^٣) بن عبد الله بن فرتون، أبو عبد الله، قاضي الجماعة
بسرقسطة
_________
(^١) التكملة ١/ ٣٠٨ (١٠٨٣)، وترجمه ابن جلجل في طبقات الأطباء (٥٠)، والحميدي في جذوة المقتبس (٣٥)، والضبي في بغية الملتمس (٨١)، وياقوت في معجم الأدباء ٦/ ٢٥٢١، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ٢/ ٤٥، وابن عبد الملك في الذيل ٦/ ١٦٠، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٣٣٤، والصفدي في الوافي ٢/ ٣٤٨ و٣/ ١٦، كرره لاختلاف الموارد في تسمية أبيه «الحسن» و«الحسين» وهو هو.
(^٢) التكملة ١/ ٣١٠ (١٠٨٩)، وترجمه ابن بشكوال في الصلة (٦٩٩)، وابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٣٦٥، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٣٩٣.
(^٣) التكملة ١/ ٣١٠ (١٠٩٢)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٢٩٦.
1 / 20
هو الذي انتصر لأبي عمر الطّلمنكيّ من الشّهود عليه بأنه حروريّ سفّاك يرى وضع السّيف على صالحي المسلمين، وأسقط شهاداتهم وكانوا خمسة عشر من الفقهاء والنّبهاء، وأسجل بذلك على نفسه سنة خمس وعشرين وأربع مئة.
١٦ - محمد (^١) بن رافع بن غريب (^٢) الأمويّ
أحد الشاهدين على الطّلمنكي، وذلك لتشدّده على أهل عصره وإطلاقه عليهم ما حرّكهم لمطالبته.
١٧ - محمد (^٣) ابن الشيخ أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لبّ
المعافريّ الطّلمنكيّ، أبو بكر
ولد سنة سبع وستين وثلاث مئة. وسمع من أبي جعفر بن عون الله، وشارك أباه في عدّة من شيوخه، وأقرأ القرآن وحدّث.
أحسبه توفّي قبل الثلاثين وأربع مئة.
١٨ - محمد (^٤) بن يحيى الغافقيّ القرطبيّ الكاتب، ويعرف بابن
الموصليّ (^٥).
كان جمّاعا لكتب العلم حتى اجتمع منها عنده ما لم يجتمع لأحد بعد الحكم الخليفة.
توفّي سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة.
١٩ - محمد (^٦) بن سليمان الرّعينيّ، أبو عبد الله القرطبيّ، ابن الحنّاط الضّرير
_________
(^١) التكملة ١/ ٣١٠ (١٠٩٣)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ١٩٨.
(^٢) هكذا بخطه، وكذلك هو في الذيل لابن عبد الملك، وفي التكملة: غربيب.
(^٣) التكملة ١/ ٣١١ (١٠٩٦)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٤٨.
(^٤) التكملة ١/ ٣١٢ (١٠٩٧).
(^٥) في التكملة: «ابن الموصول»، وما هنا مجود بخط المؤلف، وما أظنه إلا واهما.
(^٦) التكملة ١/ ٣١٢ (١١٠١)، وترجمه ابن بسام في الذخيرة ١/ ٣٣٨، والحميدي -
1 / 21
كان عالما بالآداب قائما على اللّغة والعربيّة، شاعرا مفلقا. شارك في الطّبّ وغيره، وشعره مدوّن، وله رسائل بديعة.
توفّي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وأربع مئة. ذكره الحميديّ وابن حيّان.
٢٠ - [٣ أ] محمد (^١) بن عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله
الفهريّ، يمن الدّولة
كان رئيسا بقلعة البونت؛ من أعمال بلنسية. أخذ عن عليّ بن إبراهيم التّبريزيّ، وله صنع ابن حزم رسالة في فضل الأندلس وأثنى عليه (¬٢).
٢١ - محمد (^٣) بن قاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام بن محمد بن
هشام بن الوليد بن هشام الرّضا بن عبد الرّحمن بن معاوية الداخل،
المروانيّ، من أهل قرطبة، يعرف بالشّبانسيّ (^٤).
روى عن أبيه، وكان عالما بالآداب متقدّما في البلاغة والكتابة، أخذ عنه أبو بكر المصحفيّ، وكان كاتب الرسائل بطليطلة، وكان آخر من بقي من أكابر أهل صنعته.
_________
= في جذوة المقتبس (٦٠)، والضبي في بغية الملتمس (١٢٤)، وابن سعيد في المغرب ١/ ١٢١، وابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٢٢١، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٤٧٩، والصفدي في الوافي ٣/ ١٢٤، وله ذكر في نفح الطيب ١/ ٢٩٦، ٤٨٣، ٥٠٣ و٣/ ٢٦٣، ٢٨٨، ٦١٠، ٦١١.
(^١) التكملة ١/ ٣١٣ (١١٠٤)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٢٣٩، والمقري في نفح الطيب ٣/ ١٦٠.
(^٢) ينظر نفح الطيب ٣/ ١٦٠ فما بعدها.
(^٣) التكملة ١/ ٣١٤ (١١٠٩)، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٧٠٠.
(^٤) هكذا بخط المؤلف، وفي المطبوع من التكملة: «الشبانيسي»، وهو تحريف.
1 / 22
توفّي سنة سبع وأربعين وأربع مئة.
٢٢ - محمد (^١) بن عبد الله بن مرشد، أبو القاسم مولى الوزير ابن
طملس
كاتب بقرطبة كامل الصّناعة، يشارك في الحساب والتّنجيم والهندسة والأخبار.
توفّي في آخر سنة ثمان وأربعين وأربع مئة، عن نيّف وتسعين سنة.
٢٣ - محمد (^٢) بن أحمد بن محمد بن مهلّب بن جعفر (^٣)، أبو بكر
القرطبيّ
سمع الكثير من أبي الوليد ابن الفرضيّ، وأخذ عن أبي عبد الله ابن الحذّاء وخلف بن غيث، وجماعة. وكان من أهل الكتابة والبلاغة، له تعليق على «تاريخ ابن الفرضي» (^٤). وكان ذا حظوة من ملوك الأندلس، ومن بيت وزارة.
توفّي في حدود الخمسين وأربع مئة.
٢٤ - محمد (^٥) بن سعيد، أبو عبد الله الميورقيّ
حجّ صحبة عبد الحقّ الصّقليّ، وقدم أبو المعالي الجوينيّ مكة وهما
_________
(^١) التكملة ١/ ٣١٤ (١١١٠)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٣١٧، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٧١٦.
(^٢) التكملة ١/ ٣١٥ (١١١١)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٣٧، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٧٥٣.
(^٣) اختصر الذهبي نسبه هنا وفي تاريخ الإسلام، وإلا فهو: «محمد بن أحمد بن محمد ابن حسن بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق بن مهلب بن جعفر».
(^٤) قال صاحب الأصل: «وله تعليق على تاريخ ابن الفرضي واستلحاق يشهد بنباهته ومعرفته وقفت عليه بخطه».
(^٥) التكملة ١/ ٣١٦ (١١١٥)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٢١٦.
1 / 23