حلي حضرة القاهرة) كنموذج لفن البليق «١»، وهو النص الذي يقول:
السود مسكا وعنبر ... ما يحتمل تمعيك
والبيض ثوبا دبيقى ... والسمر قضبان الذهب
ويذكر ابن سعيد أنه سمعه من باعة الجميز على شط خليج القاهرة يتغنون به، وهذا يؤكد أن الفروق بين تلك الفنون العامية لم تكن محددة، فنص ابن سعيد في المقتطف يدل على أنه كان يري في البلاليق المصرية صورة أخري من الأزجال الأندلسية، بل إنها هي نفسها، وذلك حين يقول عن الزجل الأندلسي في مصر: ويعرفونه بالبليقي، وهو نفسه ما كان يراه في المواليا بصفه خاصة في العراق.
وهذا ما يثير التساؤل: فما هي طبيعة العلاقة بين تلك الفنون، ولماذا أدرك ابن سعيد وهو الخبير بالزجل الأندلسي أن هذا الفن ليس فنا تنفرد به الأندلس، بل هناك ما يشابهه في المشرق أو ما هو صورة مشرقية له.
حقيقة أنه لم يذكر شيئا عن أسبق تلك الفنون ظهورا في العالم الإسلامي في مشرقة ومغربه في هذا الوقت. ولكن الدراسات التي قام بها بعض الباحثين ومن بينهم المرحوم عبد العزيز الأهواني ثم من بعده د. إحسان عباس قد ذكرت أن بدايات الزجل كانت في القرن الخامس الهجري «٢» .
أما المواليا فيقول صفي الدين الحلي أن الذي اخترعه في أول أمره
€
المقدمة / 17