نصيبين إلي الموصل عامر زرومي الفلاح الثعلبي، وكنت أسمع به أنه إمام هذا الفن، وله فيه ديوان مشهور بأيدي الناس وأكثره في عشق غلام من أولاد ردساء اليمرية من أعيان الأكراد، وتهتك في حبه، وسلم من القتل غير مرة.
ومعني هذا أن عامر زرومي الفلاح الذي كان إمام هذا الفن قد عاصر ابن سعيد واستمع إليه، وشد انتباهه بهذه المواليا التي كان يحس فيها بصدي الزجل الأندلسي.
وقد أورد ابن سعيد في مقتطفه نصوصا كثيرة من فني (كان وكان) و(المواليا) أكثر مما أورده من نصوص الزجل، علي الرغم من أنه ألف كتابه في المشرق سواء في مصر أو في حلب، وهي بيئة تعرف فنون الشعر العامي المشرقي، وكان الأولي أن يكثر من النصوص الزجلية ليقدمها إلي المشرقيين الذين كانوا يتوقون إلي سماعها، ولكن قراءة في بعض فقرات كتبها ابن سعيد تدل علي معرفة المشارقة بهذا الفن، وأنه كان لديهم فن يشبهه. يقول ابن سعيد معلقا على الزجل: والمشارقة لهم بهذا الفن غرام، ويعرفونه بالبليقي، وأشهرها في طريقته الحولي «١»، ثم يروى بليقا أنشده الناس لهذا الشاعر، وهو بهذا القول يرى أن البلاليق هي نفسها الزجل، ونوع منه بصفة خاصة يسمي (الملاعب) والغريب أننا نجد في المقتطف نصا يرويه ابن سعيد كنموذج لفن (كان وكان) «٢»، ويرويه في (المغرب) في الجزء الخاص بمصر الذى نشر بعنوان (النجوم الزاهرة في
€
المقدمة / 16