Taife Kralları ve İslam Tarihi Üzerine Gözlemler
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Türler
وكانت الهجرة هي آخر حيلة يلجئون إليها بعد أن سدت في وجوههم أبواب الحيل.
على أن يأسهم هذا لم يكن ثمة داع إليه، فقد كان هناك بصيص من نور الأمل في الخلاص من ظلمة الخيبة والفشل، وكشف هذه الغمة الحالكة، وكان في وسعهم أن يلتمسوا النجدة والغوث من إفريقية، وقد فكروا في ذلك، ورأوا فيه الأمل الوحيد الباقي لنجاتهم على يد أولئك البواسل الشجعان ذوي الطباع السليمة والعزائم القوية التي لم يفسدها الخور والهوان.
على أنهم لم يكادوا يسمعون هذا الاقتراح حتى عارضوه، وخشوا عواقبه الوخيمة؛ لأنهم كانوا يعرفون من وحشية أولئك العرب ما ينسيهم بسالتهم وشجاعتهم، وقد خشوا أن يلجئوا إلى سلب أموالهم ونهب دورهم قبل أن يفكروا في مناوأة المسيحيين وقتالهم.
وثمة عدلوا عن إنفاذ هذا الرأي الخاطئ، واتجه أملهم ورجاؤهم إلى المرابطين، وهم جماعة من بربر الصحراء الذين قاموا بتمثيل أول دور على مسرح هذه البلاد.
وقد كان أولئك المرابطون حديثي العهد بالإسلام، وقد بث فيهم الدعوة إلى هذا الدين الجديد أحد دعاة الإسلام وهو من سجلماسة فدانوا له وتحمسوا معه، ووهبوا نفوسهم لطاعته، وأقبلوا على الجهاد فتمت لهم الفتوحات في أسرع وقت، وأصبح ملكهم الفسيح، في هذا العصر الذي نتحدث عنه يترامى من السنغال إلى بلاد الجزائر.
وكانت فكرة استدعائهم إلى إسبانيا تفتر عن ثغور البشر لا سيما لرجال الدين، أما الملوك والأمراء فكانوا على عكس ذلك، فقد ترددوا في هذا الأمر طويلا، على أن القليل منهم مثل المعتمد والمتوكل كانا قد دخلا في مكاتبات وعلاقات مع يوسف بن تاشفين ملك المرابطين، ورجواه غير مرة أن يساعدهما على مناوأة المسيحيين، على أن ملوك الأندلس بلا استثناء، وفي ضمنهم المعتمد والمتوكل كانوا قليلي الميل إلى دخول هؤلاء القساة القتلة المتعصبين من سكان الصحراء جزيرتهم، وكانوا يرون في (ابن تاشفين) منافسا خطيرا أكثر منه عونا وظهيرا.
وأصبح خطر النصرانية يتفاقم ويتزايد يوما عن يوم، وصار استدعاء المرابطين والالتجاء إلى هذه الوسيلة الوحيدة لدرء هذا الخطر المحدق بالجزيرة أمرا لا مناص منه، ولا معدى عنه، فمال المعتمد إلى هذا الرأي، وذهب إليه، بالرغم من أن ابنه الراشد أبان له ما هو مستهدف له من الخطر إذا هم شركوه في بلاده وظاهروه على عدوه، فأراه أنه لا يجهل هذه الحقيقة، وقال له: أنا بقطع النظر عن أي أمر آخر لا أريد أن تتهمني الأجيال المقبلة بأني تركت الأندلس غنيمة في أيدي الكفار، ولا أحب أن يلعن اسمي على منابر المسلمين، ولو ترك لي الخيار لآثرت من كل قلبي أن أكون جمالا في بلاد إفريقية على أن أكون راعي خنازير في قشتالة.
3
ولما أبرم خطته أفضى بها إلى جاريه المتوكل ملك بطليوس وعبد الله ملك غرناطة، ورجاهما أن يشركاه في إنفاذ هذا الاقتراح، وطلب منهما أن يرسلا قاضييهما إلى إشبيلية فأوفد المتوكل قاضي بطليوس أبا إسحاق بن مقانا، وأوفد عبد الله
4
Bilinmeyen sayfa