============================================================
حيث ارتضع بلبان (عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن مثرود المثرودي الغافقي )، (أبو موسى المصري)، (261ه). "وكان ثقة ثبتاه.
فيظهر بأن (الطفل الطحاوي) قد ترعرع في كنف والدين صالحين عالمين فاضلين تقيين.
ونشأ في بيثة كلها علم وفضل وصلاح.
وقد كان للنزعة الورائية الصالحة، والبيئة الطيبة التي عاش في وسطها، اثارها في تكوين شخصية (الطحاوي) العلمية والخلقية، وتوجيهه التوجيه السليم الذي سار عليه في نشأته وتعلمه وتعليمه، وفي مراحل حياته العلمية والعملية.
نشأته: تتلمذ الطحاوي أول ما تتلمذ على والدته الفقيهة العالمة الفاضلة، ثم التحق بحلقة الإمام أبي زكريا يحيى بن محمد بن عمروس التي تلقى فيها مبادىء القراءة والكتابة، ثم استظهر القرآن الكريم.
فحينما نال الطحاوي الفتى حظا من مبادىء العلوم والكتابة، واستظهر القرآن الكريم، ضاقت عليه الحلقة، ولم تعد تشبع تطلعه ورغبته في الاستزادة من طلب العلم، فأخذ يتنقل بين حلقات العلماء: فجلس في حلقة والده، واستمع منه، وأخذ عنه قسطا من الأدب والعلوم(1).
وتدرج في مدارج العلوم والمعارف، فنال قسطا وافرا، إلا أنه كان يتطلع إلى ما هو أعلى فذهب إلى حيث ملتقى العلم والعلماء، ومجمع الفقهاء والمحدثين، فجلس في حلقة خاله (المزني) التي كان يعقدها في بيته فاستمع إلى (1) انظر: الجواهر المضية، /274.
Sayfa 22