66

Mukhtarat

مختارات من مقالات أمرسن

Türler

وهم يسيرون من شرق إلى غرب.

والرجل صغير الشأن،

بين سيقان ولاته الطويلة،

يسير في آخر الصفوف بنظرة حائرة،

فتأخذه الطبيعة العزيزة من يده.

ما أعز الطبيعة، وما أقواها وما أرحمها!

إنها تهمس وتقول: «عزيزي، لا تأبه!

غدا يبدلون وجوههم،

أنت المؤسس! وهؤلاء بنوك!»

أين نجد أنفسنا؟ في سلسلة لا نعرف لها طرفا، ونعتقد أن ليس لها. نستيقظ فنجد أنفسنا فوق درج، وتحتنا درج، يبدو أننا قد صعدناه، وفوقنا درج، خطواته كثيرة، يتجه إلى أعلى ثم يختفي عن الأنظار. ولكن العبقرية التي - بناء على العقيدة القديمة - تقف عند الباب الذي ندخل منه، وتقدم لنا ماء النسيان نشربه، حتى لا نقص القصص، قد مزجت الكأس مزجا قويا، ولا نستطيع أن ننفض عن أنفسنا السبات الآن في وضح النهار. إن النوم يطوف طوال حياتنا حول أعيننا، كما يحلق الليل طول النهار فوق أغصان شجر الشوح. كل شيء يعوم ويتلألأ. وليست حياتنا مهددة مثل إدراكنا. إننا ننزلق خلال الطبيعة كالأشباح، ولا ينبغي لنا أن نعرف مكاننا مرة أخرى. فهل حل موعدنا في لحظة من لحظات العوز والاقتصاد في الطبيعة، فقترت علينا في نارها، وجادت علينا بترابها، حتى إنه ليبدو لنا أننا نفتقر إلى مبدأ الإيجاب، وقد تتوفر لنا الصحة والعقل، ولكنا نفتقد فيض الروح لخلق جديد؟ لدينا ما يكفي أن نعيش وأن نقضي العام، ولكن ليست لدينا ذرة نقدمها أو نسهم بها. آه لو كانت عبقريتنا أكثر قدرة! ما أشبهنا بعمال الطواحين في المستويات الدنيا من تيار الماء حينما تكون المصانع العليا قد استنفدت كل ما هنالك من ماء؛ فنحن كذلك نتصور أن القوم في الطبقة العليا لا بد أن يكونوا قد رفعوا سدودهم.

Bilinmeyen sayfa