317

Mücaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Türler

فيجب بهذا من قول الله أن يكون يغفر الشرك وغير الشرك، والقرآن يصدقه بعضه بعضا، ولا يكذب بعضه بعضا. والذي قال أهل التفسير في تأويل قول الله عز وجل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) يقول: لا يتجاوز عن شرك لقيه به عبده، ويغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يشاء، فقالوا :إنما دون الكبائر مغفور لأهله متروك لهم، إذا هم اجتنبوا الكبائر، فوقع الغفران على الصغائر التي يوجب عليها العقاب، وأكد ذلك بقوله: (إن تجتبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) (¬1) فدل على أنهم إن اجتنبوا الكبائر كفرت عنهم سيئاتهم التي هي دون الكبائر، فإن لم يجتنبوها فلا، وقوله عز وجل: )لمن يشاء( فقد شاء أن يغفر لمجتنب الكبائر ما دون الكبائر، ولم يشأ أن يغفر لمرتكبها إذا هو لقي الله بها، وقال عز وجل: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) (¬2) يريد من ألم منهم بما دون الكبائر، فقال: (إن ربك واسع المغفرة) (¬3)

¬__________

(¬1) سورة النساء آية رقم 31، وقد جاءت الآية محرفة في المخطوطة حيث قال (يكفر) بدلا من (نكفر).

(¬2) سورة النجم آية رقم 32.

(¬3) سورة النجم آية رقم 32، واللمم: هي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه، وقد اختلف في معناها، فقال أبو هريرة وابن عباس والشعبي: اللمم كل ما دون الزنى. وقال ابن مسعود، وأبو سعيد الخدري، وحذيفة ومسروق: إن اللمم ما دون الوطء من القبلة والغمزة والنظرة والمضاجعة. وقال ابن عباس: هو الرجل يلم بذنب، قال ألم تسمع النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان يقول:

... إن يغفر الله يغفر جما ... ... ... وأي عبد لك لا ألما

ودليل هذا قوله تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) سورة آل عمران آية رقم 135، ثم قال: (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم) سورة آل عمران آية 136. فضمن لهم المغفرة كما قال عقيب اللمم: (إن ربك واسع المغفرة) سورة النجم. راجع تفسير القرطبي 10709.

Sayfa 121