الأول: المتواتر، وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه وغالب القراءات كذلك.
الثانى: المشهور، وهو ما صح سنده ولم يبلغ المتواتر ووافق العربية والرسم واشتهر عند القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ، يقرأ به على ما ذكره ابن الجزرى ويفهمه كلام أبى شامة السابق، ومثاله ما اختلفت الطرق فى نقله عن السبعة فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض، ومن أشهر ما صنف فى ذلك «التسير» للدانى و«قصيدة الشاطبى» و«أعية النشر فى القراءات العشر» و«تقريب النشر» كلاهما لابن الجزرى.
الثالث: الآحاد، وهو ما صح سنده وخالف الرسم أو العربية أو لم يشتهر الاشتهار المذكور ولا يقرأ به، وقد عقد الترمذى فى جامعه والحاكم فى مستدركه لذلك بابا أخرج فيه شيئا كثيرا صحيح الإسناد.
ومن ذلك ما أخرجه الحاكم من طريق عاصم الجحدى، عن أبى بكرة أن النبى ﷺ قرأ:
«متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان».
وأخرج من حديث أبى هريرة أنه ﷺ قرأ: «فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرات أعين».
وأخرج عن ابن عباس أنه ﷺ قرأ: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم» بفتح الفاء.
وأخرج عن عائشة أنه ﷺ قرأ: «فروح وريحان» يعنى بضم الراء.
الرابع: الشاذ وهو ما لم يصح سنده وفيه كتب مؤلفة من ذلك قراءة: «ملك يوم الدين» بصيغة الماضى ونصب «يوم» و«إياك نعبد» ببنائه للمفعول.
الخامس: الموضوع كقراءات الخزاعى.
وظهر لى سادس يشبه: من أنواع الحديث المدرج، وهو ما زيد فى القراءات على وجه التفسير كقراءة سعيد بن أبى وقاص: «وله أخ أو أخت من أم». أخرجها سعيد بن منصور.
وقراءة ابن عباس: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» فى مواسم الحج أخرجها البخارى.
وقراءة ابن الزبير: «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم».
قال عمرو: فما أدرى أكانت قراءته أم تفسير؟ أخرجه سعيد بن منصور.
وأخرجه الأنبارى وجزم بأنه تفسير.
وأخرج عن الحسن أنه كان يقرأ: «وإن منكم إلا واردها» الورود الدخول.
قال الأنبارى: قوله: الورود الدخول، تفسير من الحسن لمعنى الورود، وغلط فيه بعض الرواة فأدخله فى القرآن.
1 / 26