Edebiyatçıların Dersleri ve Şairler ile Belagatçıların Muhavereleri

Râgıb el-İsfahânî d. 502 AH
79

Edebiyatçıların Dersleri ve Şairler ile Belagatçıların Muhavereleri

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Yayıncı

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٠ هـ

Yayın Yeri

بيروت

وقال سقراط لرجل: أنساني أول كلامك بعد العهد بآخره، وفارق آخره فهمي لتفاوته. وخطب رجل خطبة نكاح «١» فأخذ يطيل فقام بعض الحاضرين فقال: إذا فرغ الخطيب فبارك الله لكم، فإني على شغل. الموصوف بالفصاحة سمع إعرابي الحسن يتكلم، فقال: هو فصيح إذا لفظ، نصيح إذا وعظ. وقال: ملقّن ملهم فيما يحاوله ... جمّ خواطره جوّاب آفاق وقيل: انتهت الفصاحة إلى أربع: عليّ وابن عباس وعائشة ومعاوية ﵃. قال الشعبي: ما رأيت أحدا يتكلم فيحسن إلا أحببت أن يسكت إلا زيادا فإنّه لم يخرج قط من حسن إلا إلى ما هو أحسن منه. وقال يحيى بن زياد: فلان أخذ بزمام الكلام فقاده أحسن مقاد «٢» وساقه أحسن مساق فاسترجع به القلوب النافرة واستصرف له الأبصار الطامحة. وقيل: كلام كنظم الجمان «٣» وروض الجنان فكأنه من كل قلب ينظم. وقال أبو تمام: من السحر الحلال لمجتنيه ... ولم أر قبله سحرا حلالا وقالت الخنساء «٤»: كأن كلام النّاس جمّع حوله ... فأطلق في إحسانه يتخيّر فضيلة اللسان قال العباس ﵁ للنبي ﷺ: فيم الجمال؟ قال: في اللسان، وقيل: ما الإنسان لولا اللسان إلا بهيمة مهملة أو صورة ممثلة. وذكره بعضهم فقال: لله درّه من عضو ما أصغره وأكثر ضرّه ونفعه. وقيل: مروءتان ظاهرتان الفصاحة والرياش «٥» . موصوف لسانه بالصرامة قال النبي ﷺ لحسان بن ثابت ﵁ ما بقي من لسانك فضرب به أرنبته وقال

1 / 83