الجزء الاول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الراغب الأصفهاني وكتابه «محاضرات الأدباء»
بقلم: الدكتور عمّر الطبّاع تعدّدت ينابيع عرفانه، وتنوّعت مناهل علومه وموارد آدابه، وتشعّبت مذاقاته الفكريّة، حتّى شملت جملة ثقافات عصره الأصيلة والدخيلة، فكان طويل الباع في آداب العربية- لغة وبيانا ورواية وقصصا وشعرا ومثلا- كما كان عميق الاطلاع في المعارف الدينيّة الإسلامية- حديثا وفقها وعقيدة وتفسيرا-.
ولئن توزّعت ملكاته بين هذين الاتجاهين الرئيسين من اتجاهات التراث فقد كان مشدودا إلى جداول شتّى من ثقافات اليونان والهند وفارس، والتي كانت قد تآلفت بأسباب التمازج الحضاري والتفاعل البيئي، وبفضل النّقلة وحركة النقل الواسعة، لتناسب بقوّة وزخم في خضم نهر المعارف العربية الدافق والذي كان يتّسع ويمتد ويعمق غوره، وتصطخب أثباجه ولججه، منذ مشارف دولة العبّاسيين على اختلاف أعصرها، وتعدّد أصقاعها، حتّى زمن السلاجقة وحملة الصليبيين، بين بدايات القرن الخامس ونهايات القرن السابع الهجريين.
ذاك هو العلّامة الفذّ الباحث والمؤلف والمصنّف المعروف ب «الراغب الأصفهانيّ» .
هو الحسين بن محمّد بن المفضّل، باتفاق جلّ المؤرخين، أو الفضل في بعض النّصوص والروايات.
وذهب السيوطي إلى أن اسمه هو الفضل بن محمّد. وقد اشتهر بلقبه الراغب الأصفهانيّ في المصادر والمراجع القليلة التي عنيت بأخباره وآثاره، كما كنّي بأبي القاسم.
ولعلّ السيوطي في «بغية الوعاة»، والذهبي في «طبقات المفسّرين»، في القديم، وبروكلمن في «دائرة المعارف الإسلامية» وجرجي زيدان في «تاريخ آداب اللغة العربية» حديثا، هم الذين ألقوا الضوء على شخصية الراغب ونتاجه مما دفعنا إلى التساؤل عن أسباب إغفال سيرته ودرسه من قبل مؤرخين مرموقين كبار، من أمثال ياقوت وابن العماد
1 / 5
الحنبلي وغيرهما، في الوقت الذي رحبت فيه موساعاتهم أو معاجمهم بأعلام أقلّ منه نباهة وأقصر، في حقل التأليف، باعا.
بسبب هذا الصدوف عن احتضان الراغب الأصفهاني الرجل والعالم، وجدنا أنفسنا نفتقر إلى كثير من الأرقام والأخبار التي من شأنها تحديد المحطّات الهامة في تاريخ حياته، والخطوط الرئيسة من سيرته، بين الولادة وعهد الطلب وعهد الأستاذية، لمعرفة كبار شيوخه وبالتالي تلامذته، وغير ذلك من وقائع تلك الحياة وروابطها الاجتماعية والسياسيّة.
وأيّا كانت طبيعة المعطيات الكامنة وراء افتقادنا آثار أقدام الراغب الأصبهانيّ فوق رمال عصره، فنحن نستطيع أن نرسم صورة لكثير من معالم تلك الأقدام الضائعة في ضوء أحداث القرن الخامس الهجري والإحاطة بظروفه وأحواله على كافة الصعد سياسيا واجتماعيا وفكريا:
لقد شهد عصر الراغب الأصفهانيّ، من الناحية السياسية حدثين كبيرين في فترتين متباعدتين: أما الأول فهو ظهور مملكة السلاجقة في أواسط تركستان والغرب لتشتمل منذ نهاية العقد الثالث من القرن الخامس أي حوالي سنة ٤٣٠ هـ (١٠٣٨ م) على رقعة واسعة من البلدان، من أرض الصين وأفغانستان في شرقي آسيا إلى كردستان والعراق والشام لجهة الغرب.
أما الحدث الثاني الذي أشرنا إليه فهو حملة الصليبيين التي انطلقت من أوروبا غربا إلى بيت المقدس في فلسطين مكتسحة الشام من أعاليها وصولا إلى مصر.
ويتضح للمتأمل في حياة الراغب أنها ظلّلت جميعا بحكم السلاجقة ولكنّها لم تعاصر حرب الصليبيين إلا في السنوات الاثنتي عشرة التي سبقت وفاته، ومعلوم أن الراغب مات سنة ٥٠٢ هـ (١١٠٨ م)، وأن دولة الصليبيين أرسيت مدامكها الأولى سنة ٤٩٢ هـ (١٠٩٨ م) .
ولئن كان التمهيد لكتاب من آثار الراغب لا يسمح لنا بأن نتبسط في درس ظروف بيئته العامّة والخاصّة إبّان القرن الخامس الهجري، إلا أننا نقف عند بعض الوقائع الكبرى في سياق العصر انطلاقا من بدايات العقد الخامس أي في حدود السنة ٤٤٤ هـ، ولا ندري هل كان الراغب آنذاك قد أبصر نور الحياة أم أن ولادته كانت بعد هذا التاريخ؟
ففي السنة المذكورة كما يذكر الذهبي في تاريخه «١» ذرّت الفتن المذهبية قرنها في بغداد، ولا سيّما في الكرخ، وجرت تصادمات بين فئات متناوئة فكان قتال وحملات ومناوشات وشبّت نيران ووقعت الضحايا من كل فريق.
وفي هذا العام بالذات لم تقتصر الفتن على داخل البلاد بل بدأت الغارات على جهات
1 / 6
شتّى من العراق بين السلاجقة الغزّ وأنصار الغزنويّ. وكان من نتائج هذه الحروب تقدّم الطلائع السلجوقية نحو الحواضر العراقية.
وفي العام ٤٤٠ رافق وفاة أبي العلاء في المعرّة دخول المصريين إلى حلب بعد أن عجز صالح بن مرداس عن الثبات، والبلاد تعاني قحطا وأزمات اجتماعية، كما حصدت الأوبئة في بلاد ما وراء النهر نحو مليون ونصف من أهاليها.
وفي حدود السنة ٤٥٦ بسط السلطان طغرلبك السلجوقي ملكه على العراق بعد بلاد الريّ ونيسابور، وانتصر للشافعيّة، كما حلّ ألب أرسلان من سلاطين سلجوق على هراة وتقدّمت جيوشه إلى أذربيجان كما غزا العديد من حصون الروم قبل عودته إلى أصبهان.
ومن أبرز مظاهر الفكر في سياق حياة الراغب الأصفهاني قيام المدرسة النظامية ببغداد وانتداب مشاهير العلماء للتدريس فيها. ونظامية بغداد، هي التي احتضنت الغزالي يافعا في عهد الطلب وعالما قطبا في عهد الأستاذية.
وفي السياق عينه امتدت الحركة الإسماعيلية إلى الشام واشتد الصراع بينهم وبين السلاجقة بين كرّ وفرّ في العديد من النواحي والمدن، بينما كانت جيوش الفرنج تستولي على مدن الساحل بين طرابلس وبيروت.
وفي السنة التي مات فيها الراغب كان الملك بغدوين يحاصر مدينة صور. وصادف موته موت الإمام أبي حامد الغزالي.
ولئن كان عصر الراغب قاتما في العديد من النواحي العامّة السياسية والإدارية والاجتماعية ولا سيما من حيث اتساع رقعة الفتن الدينية، فهو في جانب آخر كان عصر ازدهار علمي وأدبي، من أبرز معالمهما قيام المدارس النظاميّة ونبوغ عدد كبير من العلماء والباحثين واهتمام الأدباء بالتأليف في شتّى حقول الأدب، وظهور المعاجم التاريخية والجغرافية والأدبيّة.
عاصر الراغب الأصبهاني من الشعراء أبا العلاء المعري (٤٤٩ هـ ١٠٥٧ م) وابن سنان الخفاجي (٤٦٦ هـ ١٠٧٣ م)، وابن حيوس (٤٧٣ هـ ١٠٨٠ م) من شعراء الشام؛ والطغرائي (٥١٤ هـ ١١٢٠ م) من شعراء العراق وأعالي الجزيرة، وابن الهبارية (٥٠٩ هـ ١١٥ م) وأبو إسحاق الغزاليّ (٥٢٤ هـ ١١٢٩ م) وابن عبدون (٥٢٠ هـ ١١٢٦ م)، وابن خفاجة من شعراء الأندلس.
ومن معاصريه الذين كانوا أقطاب العلوم اللغوية والأدبية: التبريزي (٥٠٢ هـ ١١٠٨ م)، والحريري صاحب المقامات (٥١٦ هـ ١٢٢ م)، وابن الشجري الشريف أبو السعادات (٥٤٢ هـ ١١٤٧ م)، وعبد القاهر الجرجاني (٤٧١ هـ ١٠٧٨ م)، والزوزني شارح المعلّقات (٤٨٦ هـ ١٠٩٣ م)، والميداني صاحب مجمع الأمثال (٥١٨ هـ
1 / 7
١١٢٤ م)، وأبو القاسم الزمخشري الموسوعي (٥٣٨ هـ ١١٤١ م) صاحب التصانيف البارعة في اللغة والبيان والتفسير والحديث، وغير هؤلاء العشرات من المؤرخين وأرباب اللغة وكبار النحاة في أقطار العالمين العربي والإسلامي، وهو ما لا يتسع هذا المجال لتعدادهم والتنويه بآثارهم ومآثرهم.
كان من الطبيعي أن يتحفنا الراغب الأصفهاني بعدد لا يستهان به من المؤلّفات والتصانيف في العديد من حقول الفكر والأدب، بمؤثّرات شتّى تمخضّت عن التفاعل العميق، بين الأقاليم الإسلامية آنذاك، وهو الامتزاج الذي كان يتجاوز نطاق الإدارة والسياسة إلى ضرب من التلاقي الثقافي النشيط والتكامل الحضاري الدائب، اللذين تمخّض عنهما العدد الهائل من الدراسات والأبحاث والمختصرات، فضلا عن المعاجم، وبالتالي دوائر المعارف والموسوعات.
ليس بعيدا أن يكون الزمن قد أضاع في ثناياه عددا من تآليف الراغب، لأنه إذا فات أقطاب التاريخ الأدبي الالتفات إلى شخصيّته أو حملهم على إهماله باعث من عصبيّة أو ذريعة من حميّة مذهبية أو دينيّة، فليس ببعيد أن تطمس أعماله بجريرة الرغبة في تقليص أثره وحجمه. ولم يكن التأريخ في أي حقبة من الزمن في منأى عن مثل تلك الأهواء والميول والأغراض، المخالفة للتاريخ كعلم، والتي هي من أغلاط المؤرخين التي نبّه إليها العلماء وعلى رأسهم ابن خلدون في مقدّمته الشهيرة.
وفي اعتقادي أن الراغب الذي نسب عند فريق إلى مذهب المعتزلة، قد أجحف حقّه من قبل الدارسين الذين كانوا يرفعون راية السلفيّة ويحاربون ما اعتبروه بدعة في الاجتهاد وحكموا عليه بالبطلان، ولا ينفي ما ذهبنا إليه كون بعض العلماء أمثال الرازي في كتابه «أساس التقديس» قد قال بأن الراغب من المحافظين وأنه كان من أهل السنة.
وبعد جلاء هذه الظاهرة والتنبّه إلى احتمال وقوع الراغب ضحية مغالطات المؤرخين وخروجهم عن أسس الموضوعية والصدق، نشير إلى أنّ ما ذكر من آثار أبي القاسم موضوع هذه التوطئة يمكن إدراجه في جدولين من جداول مفردات التراث الأدبي والديني، عنيت ما هو ملحوظ في باب المخطوطات، وما هو موصوف في باب المطبوعات.
فمن كتبه التي لا تزال مخطوطة:
أ- حلّ متشابهات القرآن.
ب- تحقيق البيان وهو كتاب في اللغة والحكمة «١» .
1 / 8
د- كتاب في الاعتقاد هـ- كتاب في أدب الشطرنج، محفوظ في قاشان، تحت عنوان: [١٧٠/٩٤ L Menzel isl LL] .
أما كتب الراغب المطبوعة، كما وردت في قاموس تراجم «الأعلام» للزركلي، فهي:
أ- الذريعة إلى مكارم الشريعة.
ب- جامع التفاسير.
ج- المفردات في غريب القرآن.
د- تفصيل النشأتين.
هـ- كتاب «محاضرات الأدباء» الذي تجدّد دار الأرقم اليوم طبعته، بعد مرور نحو قرن على نشر مختصره بالقاهرة عام ١٩٠٢، ولنا عودة ثانية إلى هذه المطبوعة.
وبالرجوع إلى ترجمة الراغب في دائرة المعارف الإسلاميّة، يطلعنا بروكلمن على تفاصيل أشمل وأكثر دقّة تتصل بمجموعة هذه المؤلفات، حرصنا على إثبات ما رأيناه ضروريا منها، لمزيد من الإحاطة بعلم الراغب وأدبه. ولهذا نحن نضع بين يدي الباحث الإلماعات التالية:
أ- يعتبر بروكلمن أن طليعة الدراسات التي قام بها الراغب كانت تدور حول تفسير القرآن الكريم وتعاليمه في التهذيب وهي «رسالة منبهة على فوائد القرآن» قيل إن البيضاوي نقل عنها في التفسير المعروف باسمه.
ويرجّح بروكلمن أن الرسالة المذكورة هي عينها التي طبعت بالقاهرة سنة ١٣٢٩ هـ (١٩١١ م) ذيلا لكتاب «تنزيه القرآن عن المطاعن» لعبد الجبّار، وهي كذلك الرسالة التي تعرف باسم «مقدّمة التفسير» .
ب- أما كتاب «مفردات ألفاظ القرآن» فهو من المعاجم التي ترتّب القرآن على حروف الهجاء، ولهذا الكتاب مخطوطات شتّى في استانبول [(L Le Monde Oriental LL (٧/١٠٦- ١٢٧)]، وفي بنكيبور برمز L Cat LL (١٨/١٤٨٤) . وهذا الكتاب مطبوع في القاهرة سنة ١٣٢٢ هـ (١٩٠٧ م) بعنوان «مفردات في غريب القرآن»، على هامش كتاب ابن الأثير المعروف باسم «النهاية» .
ويشير إلى بروكلمن إلى أن الراغب أشار في مقدمة كتابه هذا إلى كتاب آخر كان يخطط له بعنوان: «في مترادفات القرآن» .
ج- ويفهم من سياق ترجمة الراغب في دائرة المعارف الإسلامية أن كتاب «الذريعة إلى مكارم الشريعة هو المعنيّ بكتاب الراغب الكبير في الأخلاق وأنه لنفاسته وأهمية مضامينه، كان الإمام أبو حامد الغزالي «يحمل دائما نسخة» منه. ولهذا الكتاب مخطوطات
1 / 9
محفوظة في المتحف البريطاني وفي مكتبة استانبول «١»، فضلا عن طبعته الصادرة في القاهرة ١٢٩٩ هـ (١٨٨٢ م) .
د- ويعتقد بروكلمن أن كتاب «تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين» - الذي طبعه طاهر الجزائري في القاهرة، نقلا عن مخطوظ بيت المقدس الموجود في المكتبة الخالدية (تحت رقم ٧٢)، مماثل في موضوعه، وبالتالي غير بعيد في مضمونه عن الكتاب أعلاه، وهو الذريعة إلى مكارم الشريعة.
وتبقى لنا إلمامة وافية بكتاب الراغب الذي نقدّم له وهو «محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء» .
كان الراغب الأصفهاني، مثقفا متوازن الأبعاد الثقافية والفكريّة، وكانت شخصيته كمؤلف ذات مرتكزات ثلاثة فهو في الآن نفسه الفقيه والمتكلّم والأديب. ولهذا خاض في مسائل الشريعة والعقيدة والأخلاق، ومزج الأدلة الدينيّة بالأدلة العقلية وكتابه «تحقيق البيان» المنوّه به في مقدّمة «كتاب الشريعة» كما يقول بروكلمن يعتبر كتابا في اللغة والكتابة والأخلاق والعقائد والفلسفة وعلوم الأوائل.
إلا أن أهم أثر للراغب الذي من شأنه الكشف عن شخصية الأديب الناقد فهو كتابه «محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء» وهو أشبه بالكتاب الموسوعي الغنيّ بالشفافيّة الأدبيّة والذوق الشعري، وروح الكاتب الذي يجيد أساليب التصنيف وطرق العرض والتبويب، والذي لا تحوجه المنهجيّة العلميّة ولا أداة التقسيم المنطقي؛ يستمدها- ولا ريب- من زاد معرفي واسع، وإلمام بمصادر شتّى أدبيّة وفلسفيّة.
وخير دليل على هذه المقولة ما أورده الراغب نفسه في مقدّمة كتابه ذاكرا أنه استجاب في وضعه لرغبة من ينعته بقوله: «سيّدنا»، دونما تحديد أو تركيز أو وصف. ولا نستيطع نحن التكهن بصاحب السيادة الذي أحبّ أن يختار له الراغب هذه الفصول «في محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء» من «نكت الأخبار وعيون الأشعار»، ليغدو الكتاب «صيقل الفهم ومادة العلم» .
والدّارس للمقدمة التي صدّر بها الراغب كتابه، والمتأمل في أبواب الكتاب وفصوله والتي استعاض فيها عن التقسيم المألوف بمصطلح «الحدّ»، فجعل كتابه «خمسا وعشرين حدا» جامعة لمسائل العقل والعلم والجهل والسيادة والعدل والأخلاق والقرابة وأنواع المروءات والعرفان والعقوق، انطلاقا إلى الصناعات ومسائل الإيمان ومرابع العطاء والجود،
1 / 10
وما يدور في فلكها من الكلام على الأطعمة والمشارب، تخلصا إلى الندماء ومجالس اللهو والغناء، انعطافا إلى مراتع الوجدان في دائرة الغزل والهوى والعشق، دون أن يسقط من ثنايا كتابه فضيلة الشجاعة وما كان يدور في فلكها من مواقف الحرب والصلح والثأر ودفع الديات عند العرب، معرّجا إلى موضوع الزواج وحيثيّاته وسياسة الرجل المرأة ومسائل الغيرة والطلاق.
ويستكمل الراغب فيما تبقى من هاتيك الحدود كلّ ما يمسّ واقع الإنسان في بيته وديانته فيتحدث عن الرياش والملابس والعبادات ويخوض في مسائل العقيدة فيشتمل عرضه على قضايا الإيمان والزهد والتصوف والنبوّة مرورا بالإسلام والقرآن وأسباب التنزيل.
ويتبع شؤون الحياة بالكلام على الموت، ويجول عبر الزمان والمكان فيلوّن كتابه بزخارف شيّقة تنساب عبر فصول الطبيعة ونباتها وأزاهرها وحيوانها من وحش وطير وهوام، ثم تراه يذهب بعيدا فيحدث عن الأفلاك والنجوم والسحب انتهاء إلى جملة من النوادر والحكم.
فكتاب «المحاضرات» وجه يكاد يكون فريدا في بابه بين كتب الطرائف والحكايات، لأنه يمتاز بالشمولية والعمق وتلفّه روح العلم وتهيمن عليه هواطل من معطيات الوجدان والعقل. إنّه بحقّ سفر جامع بين الجدّ واللهو والأخبار والملح الأدبية وكأن الراغب يحدّد به صفات النديم وثقافته إذ يقول:
«ومن لا يتحلّى في مجلس اللهو إلا بمعرفة اللغة والنحو كان من الحصر صورة ممثلة أو بهيمة مهملة. ومن لا يتتبع طرفا من الفضائل المخلدة على ألسنة الأوائل كان ناقص العقل. فالعقل نوعان: مطبوع ومسموع، ولا يصح أحدهما إلا بالآخر» .
وكأني بكتاب المحاضرات كما أراده الراغب، قمة أدب المؤانسة والمجالسة حتى عصره وفي ضوئه وضع شهاب الدين الأبشيهي كتابه «المستطرف في كل فن مستظرف» وفي بابه نجد «طرف الألباب وتحف الأحباب» لليافعي و«طرف المجالسة وملح المؤانسة» لابن المرابط وعشرات التصانيف المماثلة.
والكتاب فضلا عمّا تقدّم معرض فكري شيّق لم يدع مفردة من مفردات الواقع الإنساني، إلا تتبعه في دواوين الشعراء وكتب الأمثال وخواطر الحكماء والأدباء، وهو يتميّز بالطلاوة والإيجاز والبعد عن الهذر، مع أمانة في العرض، وروح واقعية، تجعله في منأى عن أي إسفاف أو تبذل، وبعيدا أيضا عن التلفيق أو التصنع فهو لا يتستر على عيب، ولا يتردد في سوق الشواهد على ما فيها أحيانا من الركة أو السخرية أو الابتذال والبذاءة، ما دامت ترمي إلى الإمتاع والمصارحة والمكاشفة.
1 / 11
إن كل إسهاب في وصف مضامين كل حدّ من ماهيات تلك الفصول يصبح ضربا من اللغو والإطالة الباعثة على الإملال، ما دام الكتاب بين أيدينا وهو خير مترجم عن أدب صاحبه وأسلوبه وذائقته الفنيّة وعلو كعبه في العلوم والآداب والخبرة في طبائع الإنسان وملكاته وما فيه من الكياسة والظرف والملاحظة النفسيّة.
إن النسخة التي انطلقنا منها في تحقيق جزئي هذا الكتاب ترتقي إلى العام ١٣٢٦ هـ (١٩٠٨ م)، وقد تكبّدنا في قراءتها وتصويبها والتغلّب على عثرات الطبع فيها- وهنات الطباعة القديمة وإهمال الضوابط على اختلافها- الكثير من العناء، وإلى درجة الإعياء، وبالرغم من المثابرة والمصابرة والرجوع إلى عشرات المصادر الخاصّة بالشعر لتذليل مواطن الإبهام والغموض المتفشيّة في نسخة الكتاب، لا يسعنا مع ذلك، إلا الاعتذار عمّا يكون قد فاتنا من تقصير أو ضبط أو تحديد لبعض العبارات والشواهد. وفيما خلا ما تقدّم يبقى كتاب المحاضرات في حلّته الجديدة- وإخراجه وطريقة عرضه وتقسيم كل حدّ من حدوده وإبراز مقاطع كل منها وعناوينها. تجعل منه- ملاذ كلّ قارىء محبّ للأدب ومتذوّق لفنون القول وضروب الكلم وأغراضه.
إنّ هذا الكتاب الموسوعة، هو بحق نزهة للعقل والقلب على السواء وزاد لا ينضب من علم الأوّلين وأشعارهم وحكمهم وأمثالهم ومعارفهم.
ولئن كانت ألف ليلة وليلة إحدى قمم السرد الشيّق والحكايات الطريفة الجامعة بين الواقع والخيال فكتاب الراغب- «المحاضرات» - رحلة مماثلة ولكنها في عالم الوعي والحقائق والأمثولات والعبر، فهو يضع بين يدينا الأشياء وأضدادها والفكر ونقائضها، ويترك لنا البحث عمّا هو أكثر صدقا وواقعية.
لعلّ أمثل ما نقوله في ختام هذا التصدير لتبرير عدم ترددنا عن إحياء قديم التراث الذي يظلّ قادرا على مواكبة الحداثة بما فيه من الإبداع والأصالة على ما في هذه الرسالة من صعاب كلمة العماد الأصفهاني إذ يقول: رأيت إنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غيّر هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر.
إن الكمال لله وحده، وحسب المرء أن يكون صادقا فيما يعمل وفي هذا كلّ الرضى والعزاء، لأن العطاء مشفوعا بالطموح إلى الأفضل، أجدى من النكوص مع التزمّت، وهذا هو معيار الارتقاء الحقيقيّ، ولله الحمد وعليه التّكلان.
بيروت في: ١٨/٢/١٩٩٩ م ٢/١٠/١٤١٩ هـ
1 / 12
بسم الله الرّحمن الرحيم
فاتحة الكتاب
بقلم: الراغب الأصفهاني قال الشيخ أبو القاسم الحسين بن محمّد المفضّل الراغب، رحمه الله تعالى:
الحمد لله الذي تقصر «١» الأقطار أن تحويه، وتعجز الأستار أن تخفيه، حمدا يقتضي تضاعف نعمائه «٢» ويمتري ترادف آلائه «٣» .
وصلّى الله على من أوضح به الإعلام، وشرع بلسانه الإسلام، منار الهدى وخيار الورى «٤» .
وبعد: فإن سيّدنا- عمّر الله بمكانه مرابع الكرم، ومجامع النّعم-، أحبّ أن أختار له ممّا صنّفت من نكت «٥» الأخبار، ومن عيون الأشعار، ومن غيرهما من الكتب، فصولا في محاضرات الأدباء، ومحاورات الشّعراء والبلغاء، يجعله صيقل الفهم «٦» ومادة العلم.
ففعلت ذلك إيجابا له إذ قد جعل مراعاة الأدب شعاره ودثاره «٧»، ومحاماة الفضل إيثاره «٨» واختياره، وجعل زمام حسبه بكفّ أدبه، وسلك في زماننا طريقا قلّ سالكوه- طرق العلاء قليلة الإيناس «٩» .
.
1 / 13
وقد ضمّنت ذلك طرفا من الأبيات الرائقة، والأخبار الشائقة، وأوردت فيه، ما إذا قيس بمعناه:
يكون منه مكان الروح من جسد ... والبدر من فلك والنجم من قطب
فإنه ظرف «١» ملىء طرفا «٢»، ووعاء حشي «٣» جدا وسخفا، من شاء وجد منه ناسكا «٤» يعظه ويبيكه، ومن شاء صادف منه فاتكا «٥» يضحكه ويلهيه:
فالجدّ والهزل في توشيح لحمتها ... والنبل والسّخف والأشجان والطرب
وأعوذ بالله أن أكون ممّن مدح نفسه وزكّاها «٦»، فعابها بذلك وهجاها، وممّن أزرى «٧» بعقله، لإعجابه بفعله، فقد قيل لا يزال المرء في فسحة من عقله، ما لم يقل شعرا أو يصنف كتابا.
وأولى من يصرف همّته إلى مراعاة مثل هذا الكتاب، من تحلّى بطرف من الآداب، فيصير به طليق اللسان، ذليق البيان «٨»، فكم من أديب تتقاعد بداهة المقال «٩»، في كثير من الأحوال، فلا يجد من فهمه مساعفة «١٠»، ولا من علمه مكاتفة «١١»، فيرى في العيّ مثل باقل «١٢»، وإن كان في الغزارة سحبان وائل «١٣» .
وقد قيل: خير الفقه ما حاضرت به، ومن لا يتحلّى في مجلس اللهو، إلا بمعرفة
1 / 14
اللغة والنّحو، كان من الحصر «١» صورة مثيلة، أو بهيمة مهملة. ومن لا يتتبع طرفا من الفضائل، المخلّدة عن ألسنة الأوائل، كان ناقص العقل.
فالعقل نوعان: مطبوع ومسموع، ولا يصلح أحدهما إلا بالآخر. وقد تحرّيت فيما أخرجته من كلّ باب غاية الاختصار والاقتصار، وأعفيته من الإكثار والإهذار «٢»، لئلا تعاف ممارسته ومدارسته، لكن عظم هذا الكتاب بعض العظم، لكثرة فصوله وتحقيق تفاصيله.
وقد جعلت ذلك حدودا وفصولا وأبوابا. وذكرت جملة الحدود والفصول في أوّل الكتاب، ليسهل طلب كل معنى في مكانه. ووضعت كلّ نكتة في الباب الذي هو أليق بها، وإن كان كثير من ذلك يصلح استعماله في أمكنة سهّل الله علينا ما يحمد عقباه «٣»، ووفّقنا في جميع أمورنا لما يرضاه، وجعل خير أعمالنا ما قرب من آجالنا، إنه عليم قدير. نعم المولى ونعم المصير.
الحدّ الأول: في العقل والعلم والجهل، وما يتعلّق بها.
الأول: العقل والحمق وذمّ اتباع الهوى «٤» .
الثاني: الحزم والعزم وما يضادّهما، والظنّ والشكّ والتثبّت «٥»، والعجلة.
الثالث: المشاورة والاستبداد بالرأي.
الرابع: العلم والعلماء مدحا وذما، والحفظ والنسيان.
الخامس: التعليم والتعلّم، وما يتعلق بهما.
السادس: البلاغة «٦» وما يضادّها.
السابع: النطق والسماع والمقال والسكوت.
الثامن: المذاكرة والمجادلة «٧» .
التاسع: الشّعر والشّعراء.
1 / 15
العاشر: الكتابة والكتّاب.
الحادي عشر: التصحيفات «١» .
الثاني عشر: آلات الكتابة.
الثالث عشر: الصّدق والكذب.
الرابع عشر: السرّ.
الخامس عشر: النّصح.
السادس عشر: المواعظة والمتّعظون، والآمرون بالمعروف، والقصّاص والمفتون.
السابع عشر: الخطباء وقرّاء القرآن.
الثامن عشر: الفراسة «٢» والقيافة «٣» .
التاسع عشر: تأويل الرؤيا «٤» .
العشرون: جمل علوم الأمم ورموز العرب.
الحدّ الثاني: في السّيادة وذويها وأتباعها:
الأول: السيادة والولاية.
الثاني: أحوال أتباع السلاطين.
الثالث: القضاء «٥» والشهادة.
الرابع: الحجاب والحجّاب والغلمان.
الحدّ الثالث: في الإنصاف والظّلم، والحلم، والعفو، والعقاب، والعداوة، والحسد، والتّواضع والتكبّر:
الأول: الإنصاف والظّلم.
الثاني: مدح الحلم وكظم «٦» الغيظ، والرحمة والعفو، والاستغفار والاعتذار.
1 / 16
الثالث: ذمّ الحلم ومدح العقاب.
الرابع: العداوات.
الخامس: الحسد.
السادس: التّواضع والتكبّر.
الحدّ الرابع: في النّصرة والأخلاق، والمزح والحياء، والأمانة والخيانة، والرفعة والنذالة الأول: الجوار والنّصرة.
الثاني: الأخلاق الحسنة والقبيحة.
الثالث: المزح والضّحك حمدا وذمّا.
الرابع: الحياء «١» والوقاحة.
الخامس: الأمانة والخيانة السادس: المسابقة إلى المعالي، والرفعة والمجد.
السابع: النّذالة والتأخّر عن المكارم والمثالب «٢»، وصيانة النّفس والفتوّة والمروءة.
الحدّ الخامس: في ذكر الأبوّة والبنوّة ومدحهما وذمّهما والأقارب الأول: البنون والبنات.
الثاني: ممادح «٣» الأبوة ومذامها ووصف القبائل.
الثالث: الدعوة.
الرابع: الأقارب.
الحدّ السادس: في الشكر والمدح والذم والاغتياب والأدعية والتهنئة والهدية الأول: في الشّكر.
الثاني: المدح ومستحقّوه، والهجو وذووه.
1 / 17
الثالث: الغيبة «١» والنميمة «٢» .
الرابع: التحيّة والأدعية والتّهنئة.
الخامس: الدّعاء على الإنسان.
السادس: الهدايا.
السابع: الطبّ والمرض والعيادة «٣» .
الحدّ السابع: في الهمم والجدّ والآمال الأول: الهمم «٤» الرفيعة والوضيعة.
الثاني: الجدّ.
الثالث: الأماني والآمال.
الحدّ الثامن: في الصّناعات والمكاسب، والتقلّب والغنى والفقر.
الأول: الحرفة «٥» .
الثاني: المبايعة.
الثالث: الدّين ومتعلّقاته.
الرابع: الإيمان.
الخامس: الاكتساب والإنفاق.
السادس: مدح الغنى وذمّ الفقر.
السابع: الزهد ومدح الفقر وذمّ الغنى.
الحدّ التاسع: في العطاء والاستعطاء «٦» الأول: قصد أولي الأفضال.
الثاني: السّؤال.
الثالث: الوعد والإنجاز والمطل «٧» .
1 / 18
الرابع: الشّفاعات.
الخامس: البخل بالأموال.
الحدّ العاشر: في الأطعمة والأكلة «١»، والقرى «٢» وأوصاف الأطعمة الأول: ما جاء في أوصاف الأطعمة.
الثاني: أحوال الأكل والأكلة والتطفّل «٣» .
الثالث: الدّعاء إلى الدعوات.
الرابع: الأجواد بالقرى.
الخامس: في الجود والأجواد.
السادس: البخلاء بالقرى.
الحدّ الحادي عشر: في الشرب والشّراب وأحوالهما وآلاتهما الأول: الشّرب والشّراب.
الثاني: الندام والنّدماء «٤» والسقاة..
الثالث: وصف المجالس وأمكنة الشّرب.
الرابع: آلات الشرب والمجالس.
الخامس: الغناء والمغنّون والملاهي.
السادس: آلات الملاهي.
السابع: آلات القمر.
الحدّ الثاني عشر: في الإخوانيات الأول: الإخوان وأحوالهم.
الثاني: محبّة المعاشرين.
الثالث: الزيارة والمزور.
الحدّ الثالث عشر: الغزل ومتعلقاته الأول: أوصاف الهوى وأحوال العشّاق.
1 / 19
الثاني: التذكّر.
الثالث: التّوديع والفراق.
الرابع: الهجران.
الخامس: البكا ووصف الدّموع.
السادس: الشّوق والحنين «١» .
السابع: السهر وطول الأزمنة.
الثامن: الوشاية «٢» والعذل «٣» .
التاسع: ستر الهوى وكشفه.
العاشر: معاشرة الحبيب ومكاتبته.
الحادي عشر: مزاورة المحبوب وملاقاته، والنّظر إليه والأمنية فيه.
الثاني عشر: الطّيف «٤» .
الثالث عشر: السلوّ «٥» .
الرابع عشر: فنون مختلفة من الغزل.
الحدّ الرابع عشر: الشجاعة وما يتعلق بها الأول: الشجعان وأحوالهم.
الثاني: التهدّد «٦» .
الثالث: الأسلحة والمتسلحة.
الرابع: طلب الثأر والدّية «٧» .
الخامس: التحذير من الحرب وطلب الصلح.
السادس: الهزيمة.
السابع: التلصص «٨» .
الثامن: الحبس والقيد والضّرب ونحوها.
1 / 20
الحدّ الخامس عشر: في التزوج والأزواج، والطّلاق والعفّة والتديّث «١» الأول: النكاح والطّلاق، وأحوال الأزواج وسياستهنّ.
الثاني: العفّة.
الثالث: الغيرة والتّديّث.
الحدّ السادس عشر: في المجونات «٢» والسخف «٣» الأول: الإجازة واللواطة «٤» .
الثاني: الأبنة «٥» والتخنّث «٦» والدبيب «٧» والقيادة «٨» .
الثالث: ذكر السوءتين «٩» والجماع «١٠» .
الرابع: السحق «١١» والدّلك «١٢» .
الخامس: الضراط والفسو.
1 / 21
الحدّ السابع عشر: خلق الناس وأسماؤهم الأول: خلقة «١» الإنسان مستحسنها ومستقبحها.
الثاني: محاسن المحبوب.
الثالث: مقابح خلق النّسوة.
الرابع: الشّيب والشباب وذكر المعمّرين «٢» .
الخامس: الأسامي والكنى والألقاب «٣» .
الحدّ الثامن عشر: في الملابس والفرش الأول: الملابس وذووها.
الثاني: البسط والفرش وآلات المنزل.
الحدّ التاسع عشر: في ذمّ الدنيا، وانكشاف النّوب الأول: ذمّ الدنيا ونوبها «٤» .
الثاني: انكشاف «٥» الشدائد.
الحدّ العشرون: في الدّيانات والعبادات الأول: الوحدانية والتّقوى، والإيمان والتوبة، والورع «٦» والتصوّف «٧» ومتعلّقاتها.
الثاني: المذاهب «٨» المختلفة.
1 / 22
الثالث: الأنبياء والمتنبئون «١» .
الرابع: أحوال القرآن ونزوله وفضيلته.
الخامس: العبادات من الطهارة والصّلاة والزّكاة والصوم والحجّ.
السادس: الأدعية.
الحدّ الحادي والعشرون: في الموت وأحواله الأول: الموت وأحواله.
الثاني: الغموم والصبر والتّعازي والمراثي.
الحدّ الثاني والعشرون: الأسماء والأزمنة والأمكنة والمياه والأشجار والنيران الأول: الملوان والسماء والنجوم.
الثاني: الأزمنة والسّحاب والأمطار والمياه، وما يتعلّق بذلك.
الثالث: الربيع والخريف والأزهار والأشجار والنّبات.
الرابع: الأمكنة والأبنية.
الخامس: المفاوز «٢» .
السادس: السّفر.
السابع: الحنين إلى الأوطان.
الثامن: النّيران.
الحدّ الثالث والعشرون: الملائكة والجنّ الأول: الملك «٣» .
الثاني: إبليس والجن والشياطين.
الحدّ الرابع والعشرون: في الحيوانات الأول: الخيل والبغال والحمير.
1 / 23
الثاني: النّعم «١» .
الثالث: الوحشيات «٢» .
الرابع: الطّيور.
الخامس: الهوام «٣» .
الحدّ الخامس والعشرون: في فنون مختلفة وهو آخر الحدود وإذ قد أتينا على ذكر الحدود والأنواع فلنبدأ، مستعينين بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم.
1 / 24