153

Edebiyatçıların Dersleri ve Şairler ile Belagatçıların Muhavereleri

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Yayıncı

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٠ هـ

Yayın Yeri

بيروت

يكذب، فقال: كان أحمق، من الحسن الكذب. إن الكذوب من يكون متحفّظا. النهي عن سماع الكذب قيل: أجعل قول الكذّاب ريحا لتستريح، وقال أبو تمّام: ومن يأذن إلى الواشين تسلق ... مسامعه بألسنة حداد «١» وقالوا: نزّه سمعك عن سماع الكذب، كما تنزّه لسانك عن التفوّه به. ما أجيز فيه الكذب روي عن النبي ﷺ أنه قال: كلّ كذب مكتوب، إلا كذب الرجل في الحرب، فإنها خدعة، أو كذب المرء بين الرجلين ليصلح بينهما، أو كذبه لامرأته ليرضيها. وقيل لفيلسوف: متى يحمد الكذب؟ قال: إذا قرّب بين المتقاطعين. قيل: فمتى يذمّ الصدق؟ قال: إذا كان غيبة. أتى معاوية ﵁ بلصّ، فقال زياد: أصدق. فقال الأحنف: الصدق أحيانا معجزة. قال الشاعر: الصدق أفضل ما نطقت به ... ولربّما نفع الفتى كذبه وقال آخر: طلبنا النفع بالباطل ... إذا لم ينفع الصدق جواز التعريض أقبل رسول الله ﷺ مردفا «٢» أبا بكر عام الهجرة، فقيل لأبي بكر: من هذا قدّامك؟ قال: رجل يهديني السبيل، تعريضا بأنه يهديني سبيل الحق. وقال النبي ﷺ: للرجل الذي سأله ممّن أنت؟ فقال: من ماء، وما حكى الله من قول إبراهيم ﵇ أني سقيم، وقوله: فعله كبيرهم هذا فاسألوهم وما روي عنه أنه قال عن امرأته هذه أختي كل ذلك تعريض. وقيل في قوله تعالى: لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ من معاريض الكلام ولم يكن قد نسي ما عهد عليه «٣» . وقال عمر: في المعاريض مندوحة عن الكذب.

1 / 157