فيكون المعنى "عبيد سارة"١، وقال آخرون: إنه مشتق من "سرق"، فيكون المراد من كلمة "saraceni" "سراكين" "السراقين" أو "السارقين" إشراة إلى غزوهم وكثرة سطوهم٢. أو من "saraka بمعنى "sherk" أي "شرق"٣، ويراد بذلك الأرض التي تقع إلى شرق النبط. وقال "ونكلر" إنه من لفظة "شرقوا"، وتعني "سكان الصحراء" أو "أولاد الصحراء". استنتج رأيه هذا من ورود اللفظة في نصّ من أيام "سرجون"٤. ويرى آخرون أنه تصحيف "شرقيين"، أو "شارق"٥ على نحو ما يفهم من كلمة "قدموني" "qadmoni" في التوراة٦، بمعنى شرق، أو أبناء الشرق٧ "bene kedem" "bene qedhem"، وكانت تطلق خاصة على القبائل التي رجع النسابون العبرانيون نسبها إلى "قطورة"٨.
وقد مال إلى هذا الرأي الأخير أكثر من بحث في هذه التسمية من المستشرقين؛ فعندهم أن "سرسين" أو "سركين" أو "sarakenoi" من "شرق"، وإن "bene kedem و"qadmoni" العبرانيتين هما ترجمتان للفظة٩ "saraceni". ولهذا يرجحون هذا الرأي ويأخذون به.
_________
١ الهلال السنة السادسة، الجزء "١٥ ديسمبر" ١٨٩٧، ص٢٩٦، المشرق: السنة السابعة، الجزء ٧، ص٣٤٠، حيث رأى "الأب انستاس ماري الكرملي" أن sarrasins" من "سرحة"، وهو مخلاف باليمن، وعلى هذا فهم "السرحيون". "وسمعتهم يقولون: سراكنوا، سراكنو، ومعناه المسلمون"، رحلة ابن بطوطة "٢/ ٤٤١" "طبعة أوربة"، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تهذيب رحلة ابن بطوطة، بقلم أحمد العوامري بك ومحمد أحمد جاد المولى بك، "بولاق ١٩٣٤"، "١/ ٢٨٨"، "قل لهذا السركنو يعني المسلم" "ص٢٩٣"، "وكانت الروم تسمي العرب سارقيوس، يعني ذوي سارة، بسبب هاجر أم إسماعيل"، ابن الأثير: الكامل "١/ ١١٧".
٢ الهلال: السنة ٦: "ج٨" "١٨٩٧" ص٢٩٦.
٣ Musil، Arabia Deserta، p. ٣١١، Stephen of Byzantium، Ethnica، p. ٥٥٦، "meineke.
٤ Ency. VoI، ٤، p. ١٥٦، Winckler، Altorient. Forschungen، II، ser، I، ٧٧١.
٥ الهلال: الجزء المذكور، ص ٢٩٦، مجلة لغة العرب، الجزء ٤ السنة ٧ "١٩٢٩، ص٢٩٣، Ency. VOI، ٤، p. ١٥٦
٦ التكوين: الإصحاح الخامس عشر، الآية ١٩.
٧ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٢٠٦". Hastings، p، ٥١٢،
٨ التكوين ٢٥، الآية ١- ٦ Hastings، p. ٥١٢،
٩ Musil، Deserta، P. ٤٩٤
1 / 28