هـ- عراب" "MASSA HA-arab، المعنى المفهوم من "بلاد العرب" في الزمن الحاضر أو في صدر الإسلام؛ وإنما المراد بها البادية، التي بين بلاد الشام والعراق وهي موطن الأعراب١.
وبهذا المعنى أيضًا وردت في "أرميا"، ففي الآية "وكل ملوك العرب" الواردة في الإصحاح الخامس والعشرين٢، تعني لفظة "العرب" الأعرابي"، أي "عرب البادية" والمراد من "وكل ملوك العرب" و"كل رؤساء العرب" و" مشايخهم"، رؤساء قبائل ومشايخ. لا ملوك مدن وحكومات. وأما الآية: "في الطرقات جلست لهم كأعرابي في البرية"٣، فإنها واضحة، وهي من الآيات الواردة في "أرميا". والمراد بها أعرابي من البادية، لا حضري من أهل الحاضرة. فالمفهوم إذن من لفظة "عرب" في إصحاحات "أرميا" إنما هو البداوة والبادية والأعرابية ليس غير.
ومما يؤيد هذا الرأي ورود "ها عرابة ha 'arabah" في العبرانية، ويراد بها ما يقال له: "وادي العربة"، أي الوادي الممتد من البحر الميت أو من بحر الجليل إلى خليج العقبة٤. وتعني لفظة "عرابة" في العبرانية الجفاف وحافة الصحراء وأرض محروفة، أي معاني ذات صلة بالبداوة والبادية، وقد أقامت في هذا الوادي قبائل بدوية شملتها لفظة "عرب". وفي تقارب لفظة "عرب" و"عرابة"، وتقارب معناها، دلالة على الأصل المشترك للفظتين. ويعدّ وادي "العربة" وكذلك "طور سيناء" في بلاد العرب. وقصد بـ "العربية" برية سورية في "رسالة القديس بوليس إلى أهل غلاطية"٥.
_________
١ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٨٨ فما بعدها".
A Religios Encylopaedla or Dictionary of Biblical، Historical Doctorinal، and Practical Theology، by،
Philip Schaff، ١٨٩٤، Vol.، I، P.، ١٢٢.
٢ الآية٢٤ The Bible DicUonary، I، P.، ٩٨
٣ الإصحاح الثالث، الآية الثانية.
٤ Ency. Bibli.، I، P.، ٢٧١.
٥ "مكتوب أنه كان لإبراهيم ابنان: أحدهما من الأَمَة، والآخر من الحرة؛ غير أن الذي من الأمة ولد بقوة الجسد، أما الذي من الحرة فبقوة الموعد، وذلك إنما هو رمز؛ لأن هاتين هما الوصيتان إحداهما من طور سيناء تلد للعبودية؛ فهي هاجر؛ فإن سيناء هو جبل في ديار العرب، ويناسب أورشليم الحالية؛ لأن هذه حاصلة في العبودية مع بنيها"، رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية"، الرسالة الرابعة، ٢٢ فما بعدها، قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٨٩".
1 / 19