إن قوما قالوا لم صارت الكواكب السبعة السريعة السير أولى بالدلالة العامية من سائر الكواكب البطيئة السير وهذه البطيئة السير تشارك السريعة السير في انتقالها في البروج وفي طلوعها علينا وغرو بها عنا وفي التشريق والتغريب وفي أشياء كثيرة من حالاتها وطبائعها وفي الدلالة على الكون والفساد
فقلنا إن الأوائل كلهم قد ذكروا أن كل شيء يحدث في هذا العالم إنما هو بقوة حركات البروج والكواكب علينا والبروج هي الدالة على الأركان الأربعة على ما تقدم من قولنا في المقالة الثانية والكواكب إذن كلها السريعة السير والبطيئة السير بحركاتها المستديرة علينا هي الدالة على ما يتولد ويحدث من هذه الأركان الأربعة إلا أنهم وجدوا من هذه الكواكب سبعة هي أسرعها حركة وأكثرها اختلاف حالات علينا فلكثرة اختلاف حالاتها وسرعة حركاتها صار ما ينفعل عنها من التغييرات في هذا العالم أكثر مما ينفعل من سائر الكواكب البطيئة السير فمن هذه الجهة صارت لهذه الكواكب السبعة الدلالة العامية على اختلاف الحالات وعلى أسباب التغيير وعلى التغيير الذي يحدث في هذا العالم وكل ما كان منها أسرع سيرا وانتقالا في البروج وأكثر اختلافا في حالاتها وتغييرا في أنفسها وهو أكثر دلالة على الأشياء السريعة التغيير والكون والفساد ولأن القمر أكثر الكواكب تغييرا واختلافا في حالاته صار أدل على الأشياء العامية السريعة الحركة والانتقال وعلى ابتداء الأعمال من غيره من الكواكب السبعة وأما الكواكب الثابتة فإن لها الدلالة على كل شيء خاصي بطيء الكون والفساد
Sayfa 226