فأما الأطباء والمنجمون فإن صناعتهم كلية لأنها تستعمل كل الأنواع الموجودة وإنما عرف هؤلاء علم صناعتهم بكنهها بما ظهر لهم من فعل الكواكب في الطبائع وفعل الطبائع في الأشخاص المفردة وبالقياس بما وجدوه على ما غاب عنهم من سببه إلا أن علم النجوم أشرف وأعلى وأجل من علم الطب لأن الأطباء ئنما إنما يستدلون على الصحة والعلل والأمراض وحالاتها من قبل الطبائع وتركيبها وامتزاجها وتأليف القوى التي في الحيوان والشجر والمعادن فأما المنجمون فإنما يستدلون على ما يكون ويحدث في هذا العالم بحركات الكواكب وفعلها في هذه الطبائع وتغييرها أو نقلها إ ياها من حال إلى حال فالكواكب بحركاتها علة لتغيير الطبائع والطبائع تتغير بحركات الكواكب والمنجم يستدل بالكواكب وبقوى أفاعيلها في الطبائع والطبيب يستدل بقوى الطبائع وتغييرها وانتقالها من حال إلى حال وإنما يكون تغيير الطبائع وانتقالها بفعل الكواكب فيها فصناعة النجوم إذا أعلى من صناعة الطب ومن جميع الصناعات ومما يستدل به أيضا على شرف صناعة النجوم أن صناعة النجوم صناعة علوية وموضوعها الكواكب التي لا تتغير ولا تقبل الكون والفساد إلى الوقت الذي يشاء الله
Sayfa 70