15

Büyük Giriş

Türler

وأما صناعة النجوم فإنما هي معرفة ما ينفعل من حركات الكواكب في اختلاف هواء البلدان وفي حالات أهلها وتغيير الطبائع وانتقالها من شيء ئلى إلى شيء وتركيبها في أشخاص الحيوان والنبات والجواهر ومعرفة قواها في الزيادة والنقصان فللعلل التي ذكرناها صارت صناعة الطب أقرب إلى صناعة النجوم وأشرف من الصناعات التي تقدم ذكرنا لها وإنما عرفت الأطباء طبائع الأشياء وما فيها من القوى العامة والخاصة بما يظهر من أفعالها وتغييرها للأبدان ثم نسبوا كل شيء ئلى إلى طبيعته التي وجدوها له بالقياس على ما ظهر من قواها وفعلها في الأبدان فقالوا هذا حار وهذا بارد وهذا رطب وهذا يابس وخاصة كل واحد أن يفعل كذا وكذا فمن هذه الجهة عرفت الأطباء طبائع العقاقير والأدوية وخاصيتها وطبائع العلل والأمراض ثم أخبروا بما يكون ويحدث في كل واحد من ذلك قبل كونه بزمان وأما المنجمون فإنهم عرفوا قوى الكواكب بما يظهر من فعلها في هذا العالم فقالوا الشمس حارة لما رأوا من تسخينها والقمر رطب لما رأوا من قوة فعله في ماء البحر وسائر المياه وكذلك عرفوا قوى سائر الكواكب المتحيرة والثابتة بالقياس على ما ظهر من قوى حركاتها على هذا العالم وأخبروا من هذه الجهة بما يكون ويحدث في هذا العالم من العام والخاص واستدلوا على ذلك بقوى حركات الكواكب الفاعلة في الطبائع والمغيرة لها فكل من ذكرنا من جميع أصحاب هذه الصناعات كالفلاحين ومدبري السفن وسائر الصناعات المختلفة فإن صناعتهم جزئية لأنها تستعمل في صناعتها نوعا واحدا وإنما عرفوا كثيرا من علوم صناعتهم وتدبيرها بالتجارب بمجاري بعض الكواكب

Sayfa 68