وكانت وفاته بعد العشاء الآخرة بقليل من ليلة السبت ثامن عشري ذي الحجة الحرام سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة بمنزله بحارة بهاء الدين بالقاهرة وأمر السلطان بأن يحمل تابوته إلى مصلى المومني تحت القلعة بالرميلة ليصلي هو عليه فحضر الجمع وكان وافرا جدا فتقدم في الصلاة عليه الخليفة بإذن السلطان وحمل إلى القرافة الصغرى ودفن بتربة بني الخروبي بين مقام الإمام الشافعي ومقام الشيخ مسلم السلمي وكثر الأسف عليه لوفور محاسنه وانتاب الناس قبره مدة وكان موته مصيبة يالها من مصيبة عمت الأنام وهدمت ركن الإسلام وأصمت المسامع وأجرت المدامع وأنها والله لمن أعظم الفجائع وأطم الوقائع فلقد كان للإسلام والمسلمين سندا وللدين في هذا الوقت عضدا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون ولم يخلف في معناه مثله ولقد كان للدنيا بوجوده جمال وبهجة ومفخر وللناس به انس ولهم منه فوائد جمة رحمه الله ورضي عنه وجمعنا وإيا في مستقر رحمته امين
الشيخ السادس والثلاثون من المدينة الشريفة
أحمد بن علي بن محمد بن موسى المحلي المدني شهاب الدين ابن الشيخ نور الدين ولد في سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة بالمدينة الشريفة ونشأ بها وحضر بها في شوال سنة خمس وثمانين وسبع مئة على الجمال الأميوطي جزءا من فوائد أبي بكر محمد بن بشران العسكري وكتاب إكرام الضيف لأبي اسحاق الحربي ومجلس البطاقة وجزء الغضائري وجزء ابن فارس وجزء الدراج وثلاثيات البخاري وسمع من يوسف بن ابراهيم بن البناء وسليمان بن أحمد السقاء الثاني من مشيخة ابن شاذان الصغرى ومن ابن السقاء وحده مشيخة محمد بن يوسف الزرندي تحريج علم الدين العراقي ونور الدين الهيثمي وسراج الدين البلقيني وسراج الدين بن الملقن والقاضي اسماعيل الحنفي والجمال الحلاوي ويحيي بن يوسف الرحبي والكمال الدميري وغيرهم ودخل البلاد المصرية والشامية والحلبية مرات طلبا للرزق وحدث
Sayfa 78