قالوا: خمس عشرة خصلة خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية، فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئا، فقال النبي (ص) ما الخمس التي أمرتكم بها رسلي؟
قالوا: أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، قال:
وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها؟
قالوا: أمرتنا أن نقول: لا إله إلا الله، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا. قال: وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية؟ قالوا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والرضا بمر القضاء، والصدق في مواطن اللقاء، وترك الشماتة بالأعداء. فقال ﷺ:
حكماء علماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، ثم قال: وأنا أزيدكم خمسا فتتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون، فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدا زائلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا فيما أنتم عليه تقدمون وفيه تخلدون، فانصرفوا وقد حفظوا وصيته (ص) وعملوا بها [١] .
وبعد وفاة النبي (ص) وارتداد كثير من العرب، بعث عثمان بن أبي العاص سنة ١١ هـ إلى شنوءة، وقد تجمعت بها جمّاع من الأزد، فهزموهم [٢]، ورجعوا إلى حظيرة الإسلام ثانية.
وقاتلت الأزد تحت لواء عائشة أم المؤمنين سنة ٣٦ هـ، فقتل منهم في وقعة الجمل ٢٠٠٠ أزدي. وقيل: قتل منهم ١٣٥٠ أزديا [٣] .
واستعرت نار الحرب سنة ٣٧ هـ بين علي ومعاوية، فانقسمت الأزد قسمين:
فريق مع علي، وفريق مع معاوية [٤] .
وقد بايعوا ابن الزبير، وحاربوا مع عماله في كثير من الوقعات الحربية [٥] وقوي شأن الأزد بسيادة المهلب الأزدي وأسرته [٦] .
وخرج الجنيد بن عبد الرحمن سنة ١١٢ هـ يريد طخارستان لمقاتلة الترك، فصير الأزد في ميمنة جيشه، فقاتلوا تحت رايتهم قتال الأبطال حتى التجأ الجنيد الى راية الأزد، فقتل في هذه المعركة رجال من الأزد [٧] وفي عام ١١٩ هـ غزا أسد بن عبد الله الختّل الترك، وقد قاتلت الأزد في هذه
_________
[١] شرح المواهب.
(٢ ق ع)
[٢] انظر تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٦٤
[٣] تاريخ الطبري ج ٥ ص ٢٠٦ و٢٠٨ و٢٢٢ و٢٢٥
[٤] انظر تاريخ الطبري ج ٦ ص ٨ و١٥.
[٥] انظر تاريخ الطبري ج ٧ ص ٨٨ و١٣١ و١٤٧
[٦] دائرة المعارف الاسلامية
[٧] راجع تاريخ الطبري ج ٨ ص ٢٠٧ و٢٠٨ و٢١٢.
1 / 17