منهج الاعتدال
منهج الاعتدال
Yayıncı
دار التابعين بالرياض
Yayın Yeri
٢٠٠٢
Türler
قد استوى على عرشه، وبان من خلقه، وهو معهم، أينما كانوا، بسمعه وبصره، وعلمه وقدرته، جلَّ أن يحيط به علم، أو يُدرك حقيقة صفاته عقلٌ.
وأن الله سبحانه يتكلم، كيف شاء، ومتى شاء، ومع من شاء، وأن القرآن كلام الله لفظًا ومعنى غير مخلوق، وأن أمره إذا قال للشيء كن فيكون.
فبهذا الرب أؤمن، وإياه أعبد وأقصد، وله أَنْسُك وأسجد، وبه أستعين وأسأل، وعليه أعتمد وأتوكل.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، أرسله بالهدى ودين الحق -دين الإسلام- ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون.
وقد أتم الله هذا الدين، وجعله دينًا شاملًا لكافة شؤون الحياة، إلى يوم قيام الساعة.
وأشهد أن خيرة خلقه بعد أنبيائه، صحابته الكرام، ومن تبعهم بإحسان، في العقيدة والمنهج، والشريعة والأخلاق والسلوك، وأنهم هم الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، التي أمر الله باتباعها، ومن تبعهم كان منهم، ومن خالفهم كان ضالًا بقدر مخالفته لهم.
وأشهد أن الساعة حقّ، وأن الله يبعث من في القبور، فإما إلى نعيم مُقيم، وإما إلى سواء الجحيم.
وأشهد أن ثمة عذابًا في القبر وسؤالًا، وحسابًا يوم الدين وكتابًا، وميزانًا وصراطًا، ورؤية لله للمؤمنين عيانًا.
وأن مصادر التشريع الأساس: كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ﷺ، وإجماع المسلمين، والاجتهاد، ومن أهم طرقه الاستدلال والقياس، وغيره من القواعد الأصولية التي اتفق عليها المسلمون، والاجتهاد لأهله وبشروطه ماض إلى يوم القيامة.
1 / 16