Cennetler Aynası ve Uyanıklar İbreti

el-Yâfiî d. 768 AH
57

Cennetler Aynası ve Uyanıklar İbreti

مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر¶ من حوادث الزمان

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

السنة السابعة عشرة فيها استسقى عمر بالعباس ﵄، وقال ما معناه: اللهم أنا كنا إذا قحطنا توسلنا إليك بنبينا ﵌ فتسقينا، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا فاسقنا. فسقوا، ثم خرج عمر فيها إلى جهة الشام ورجع لما سمع بالطاعون، بعد ان اختلف المسلمون في ذلك، فأشار عليه بعضهم بالقدوم وأشار بعضهم بالرجوع، فلما عزم على الرجوع قال له أبو عبيدة: افرارًا من قدر الله تعالى؟ فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله. ثم ضرب له مثلًا في ذلك معناه أن موضع الخصب يرعى وفي يرغب وموضع الجدب لا يقرب، ثم جاء عبد الرحمن بن عوف، روى لهم حديثًا موافقًا لرأي عمر، معناه أنه لما سمع بالوباء بأرض لا يقدم عليه، وإذا وقع بأرض هو فيها لا يخرج منها، ففرح عمر بذلك، وحمد الله تعالى إذ وافق رأيه الحديث المذكور، وهذا كله معنى الحديث الصحيح الوارد في ذلك. وفي السنة المذكورة زاد عمر في مسجد رسول الله ﵌ وفيها افتتح أمير البصرة أبو موسى الأشعري الأهواز، وفيها كانت وقعة جلولاء، وقتل فيها من المشركين مقتلة عظيمة، وبلغت الغنائم فيها ثمانية عشر ألف ألف، وقيل ثلاثين ألف ألف، وفيها تزوج عمر ﵁ بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء، ﵄. السنة الثامنة عشرة فيها طاعون عمواس بالعين والسين المهملتين وفتح الأحرف الثلاثة الأولى في ناحية الأردن فاستشهد فيها أبو عنيدة بن الجراح القرشي الفهري أمين هذه الأمة وأمير أمراء الشام، وهو ممن شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد، وهو الذي انتزع من وجه رسول الله ﵌ حلقتي الدرع، والمراد به المغفر ومن مناقبه العظيمة: قول رسول الله ﵌: " إن لكل أمة أمينًا وإن أمينك أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح ". حديث صحيح. وكان من أجمل الناس وجهًا وأشجعهم قلبًا، شهد مع النبي ﵌ بعض الغزوات، وحجة الوداع، وأردفه خلفه. وممن استشهد فيه أيضًا الفضل بن عباس، ومعاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي.

1 / 63