Cennetler Aynası ve Uyanıklar İbreti
مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر¶ من حوادث الزمان
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
Yayın Yeri
بيروت - لبنان
عن ذلك المجلس، كما في الحديث. قال العلماء: انما قال ﵌ ذلك لصدق إيمانهما: هما وقوة يقينهما، وفي ذلك لهما فضل ظاهر، وما ورد من قوله ﵌: " ما فضلكم أبو بكر بكثرة صلاة، ولا صوم ولكن بشيء وقر في صدره " وما جاء أنه كان إذا تنفس يشم منه رائحة الكبد المشوية. واختلف في تسميته عتيقًا، فقيل لقوله ﵌: " من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر ". وقيل لجمال وجهه، وهو في نسبه يجتمع مع رسول الله ﵌ في مرة بن كعب، وهو في العدد مثله بين كل واحد منهما وبين مرة ستة أباء، لأنه أبو بكر بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه سلمى وهي أم الخير بنت صخر بن عامر بن عمرو التيمية. ولد ﵁ بعد عام الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أيامًا وهو أول من أسلم من الرجال ﵁، وكان خلافته سنتين وأشهرًا، وولي الخلافة بعده عمر بن الخطاب باستخلافه له، فرضي المسلمون بذلك، ولم يختلف عليه اثنان. وفي السنة المذكورة توفي أمير مكة عتاب بن أسيد الأموي، واستعمله النبي ﵌ على مكة حين خروجه إلى حنين، فأقام للناس الحج تلك السنة.
السنة الرابعة عشرة
فتحت فيها دمشق في رجب صلحًا من أبي عبيدة وعنوة من خالد، ثم أمضيت صلحًا بعد أن حوصرت حصارًا طويلًا، وعزل عمر خالدًا وجعل الأمر كله إلى أبي عبيدة بن الجراح، وخيف من فتنة تحدث من عزل خالد إذا بلغه الخبر، فلما بلغه ذلك قال: والله لو ولي علي عمر امرأة لسمعت وأطعت، فاستصوب ذلك منه واستحسن، وكان قد نفذه أبو بكر إلى العراق أميرًا مقدمًا لإقدامه وشجاعته، وعزله عمر لأنه كان يرد المهالك ويغدر بالمسلمين، ولأنه نازع أبا عبيدة وكان أميرًا في الشام على المسلمين، وكان عمر يحب أبا عبيدة حبًا شديدًا، وكان يحفظ الغنائم مع قوله ﵌ واصفًا له أمين هذه الأمة. مع كون عمر قد أشار على أبي بكر ﵄: بتقديم خالد في حرب بني حنيفة، وإنما عزله بعد ذلك لرجحان مصلحة ظهرت له في أبي عبيدة، كان المسلمون
1 / 60