166

Cennetler Aynası ve Uyanıklar İbreti

مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر¶ من حوادث الزمان

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

يصلح إلا لك، فعند ذلك سحكنت نفس عبد الملك، وسلم الشعبي من الوقوع في المهالك. وقال الزهري: العلماء أربعة ابن المسيب بالمدينة، والحسن بالبصرة، والشعبي بالكوفة، ومكحول بالشام. وذكر بعض المؤريخين أن الحجاج قال له يومًا: كم عطاك في السنة؟ قال: الفين، فقال: كم عطاؤك؟ قال: الفان. فقال: كيف لحنت أولًا؟ قال: لحن الأمير فلحنت، فلما أعرب أعربت، وما أمكن أن يلحن الأمير وأعرب أنا، فاستحسن ذلك منه وأجازه، قلت وأراد بقوله لحن الأمير: قول الحجاج.
ولاكم عطاك أولا
بغير واو ولا مد بين الألف والكاف وكان مزحًا. وقد اشتهر عن الشعبي أنه قال: ما أروي شيئًا أو قل ما أحفظ أقل من الشعر، ولوشئت أن أنشده شهرًا ولا أعيد بيتًا لفعلت. وقال أبو بكر الهذلي للشعبي: اتحب الشعر؟ قال: نعم. فقال: اما إنه يحبه فحول الرجال ويكرهه مؤنثهم. وقال الشعبي ما أودعت قلبي شيئًا فخانني، وقال الشعبي: انما الفقيه من ورع عن محارم الله تعالى، والعالم من خاف الله ﷿، وقال: اتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين. قال: ولقد أدركت خمس مائة أو أكثر من أصحاب رسول الله ﵌ منهم عمر وعلي ﵃. وحكي أنه دخل على عبد الملك بن مروان، فقال له: انشدني أحكم ما قالته العرب وأوجزه، فقال قول امرىء القيس:
صبت عليه وما تنصب عن أمم ... إن الشفاء على الأشقين مكتوب
وقول زهير:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يقره ومن لا يتقي الشتم يشتم
وقول النابغة:
ولست بمستبق أخًا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب

1 / 172